القناديل توقد عليها فى ليالى شهر رمضان إعلانا للموحدين بحلول وقت الإفطار، ويؤذن عليها أذان المغرب، وتطفأ القناديل بعد السحور.
وبناء على قول تقى الفاسى كانت فى مكة مآذن غير مآذن المسجد الحرام فى مواقع محدودة، وكان لها موظفون مكلفون بأداء مهمة الآذان، وكان بانى هذه المآذن هارون الرشيد العباسى بناء على أصح الأقوال. وسواء أكانت تلك المآذن المذكورة أو المآذن القائمة فوق جبل أبى قبيس وعلى قمة الجبل الذى يقابل جبل الأجياد أو على جانبه وفى المكان الذى يواجه المجزر وفى شعب بنى عامر وجبل التناجة وعلى الجبل الأحمر يبلغ عددها ٥٣ مئذنة، وبما أن تقلبات الزمن التى لا تبقى على أى شئ قد أفنت هذه المآذن لم يبق لها اسم ولا أثر.
وفى أوائل ظهور الإسلام كان يؤذن فوق كل هذه المآذن وكانت القناديل توقد عليها إحياءا لليالى رمضان، ولا أثر لهذه المآذن فى زماننا هذا، إلا أنه فى الليالى التى يثبت فيها قدوم شهر رمضان كان يعلن ذلك بإطلاق المدافع من فوق القلاع السلطانية، ويتبع نظام قنة لتبليغ ذلك لعربان البادية، أى بإيقاد الشموع والنيران فوق الجبال من هنا وهناك، ولا يبعد أن يكون هذا النظام قد اتخذ بدلا من إيقاد القناديل فوق المآذن وفى سنة (١٢٧٥ هـ) بنى أحد الهنود فوق جبل أبى قبيس مسجدا ذا مئذنتين، كما أن أحد محاسبى ولاية الحجاز بنى على موضع شق صدر النبى الذى فوق جبل النور مسجدا جميلا، ولكن قراءة الأذان من فوق هذه المآذن ليست معتادة.
[شعر]
با من بمالك من عميم النعم ... وجدت لك القرب فى الحرم
افتح عينيك وإنها صنع الإله تتملى ... يا له حسنا أزليا يتجلى