كما أن كلاب العراء والوحوش التى أقبلت من فوق الجبال ظلت تأكل لحمها فترة ولم يبق منها إلا هيكلها العظمى بدون رجليها الأماميتين.
وأرسلت أكاديمية بطرسبورج متخصصا ليعاين الجثة وبعد المعاينة قرر ذلك المتخصص أن الجثة جثة الفيل محمود واسترجع بقايا الجثة من أيدي القرويين ولم يكن قد بقى منها غير الرأس والأنياب ومع هذا لم يستطع أن ينقلهما إلا بهمة عشرة من الحمالين.
قد وزن أنياب هذا الحيوان فوجدها (١١٢) أقة، فإذا ما سلمنا بضخامة جسم الفيل محمود بهذا القدر وعرفنا بناء على الروايات أن أبرهة قد ساق أربعة آلاف فيل لهدم الكعبة-المستحيل التنفيذ-نستطيع أن نفهم بأدنى ملاحظة عدد السياس الذين يحتاج إليهم أبرهة للعناية بالفيلة ومن هنا لا يستبعد أن يكون عدد المشتركين في الجيش ستين ألفا.
[معلومات خاصة فى صورة خلقة الفيل وكيفية العناية به]
إن الحيوان الذى نطلق عليه الفيل قد خلق بخصائص تميزه عن جميع الحيوانات، لقد استخدم الناس فى الأزمنة القديمة الفيل فى الحرب وفى أعمال شاقة أخرى.
بما أن الفيل يتصف بالصدق والوفاء والحلم والذكاء وهى من الصفات الحميدة فما لا شك فيه أن الإنسان يمكنه أن يستفيد منه.
ومن صفاته الحدة والغضب أيضا إلا أنه يعرف مدى قوته، لذلك يكظم غيظه وحدته ولا يتهور إلا إذا تعرض للخطر.
وبما أن قوته تامة وكاملة فإن هذا يدفعه إلى أخذ ثأره ممن أساء إليه، ولكنه يشكر نعم من أحسن إليه ويبين له صداقته.
إن عينيه صغيرتان بالنسبة لضخامة جسمه. وبما أن عينيه الصغيرتين مرآة لما يعتمل فى أعمال نفسه يمكن أن يفهم من حركة عينيه شكره ومجاملته وغضبه وتهوره.