فى ذكر بيان القرى والمحال التى أسسها أفراد قبائل بنى الأوس حول المدينة.
فى أثناء تغلب أفراد القبائل التى تشعبت من سلالة الأوس بن ثعلبة وأخيه الخزرج بقوه أبو جبيلة على طوائف اليهود انتشروا فى نواحى يثرب حتى هيأت كل قبيلة قرية لها، واتحدت عدة جماعات من كل بطن وأنشئوا منازل حيث أعجبهم وأسكنوا فيها أسرهم.
واختار الإقامة بنو عبد الأشهل ابن جشم بن الحارث وحارثة بن الحارث بن الخزرج الأصفر بن عمرو بن مالك بن أوس فى قرية تسمى «دار عبد الدار» يعنى «فى الربوة التى اشتهرت بالحرّة الشامية فى الجهة الشرقية من المدينة المنورة».
وابتدر كل واحد من الأفراد إلى تأسيس بيت حسب حاله وقدرته وهكذا أنشئوا حيا كبيرا وبنوا برجا عاليا ليكونوا آمنين إذا ما تعرضوا لهجمات الأعداء يعرف ب «واقم» وترك أمر إدارة هذا البرج وأمر إدارة الناس الذين قرروا تحصين قراهم وحفظها لحصين بن سماك من مشايخ بنى عبد الأشهل.
بعد أن أقامت قبيلة بنى عبد الأشهل فى قرية «دار عبد الدار» فترة قامت بالاتفاق مع أفراد بنى ظفر ضد أبناء عمومتهم بنى حارثة الذين يشاركونهم سكنى قريتهم واستخدموا الخصومة والسيف لإخراجهم من القرية؛ ولما كان أفراد بنى حارثة من أصحاب البصيرة انتصروا على بنى عبد الأشهل وقتلوا رئيسهم سماك بن رافع وأخرجوا سواء أكان أفراد أسرة سماك المقتول أو كان أفراد قبيلته من برج «واقم» وطاردهم إلى ديار بنى سليم، وفى الأيام الأخيرة قام ابن سماك المقتول مطالبا بدم أبيه وأخذ يحاصر ناحية بنى عبد الأشهل بالاتفاق مع قبائل بنى سليم ويضيق عليهم الخناق، وبعد مقاتلة دامت فترة طويلة جعلوا بنى عبد