الحديث «من صلى فى مسجدى أربعين صلاة لا تفوته صلاة، كتب له براءة من النار وبراءة من العذاب وبراءة من النفاق»(١).
كما روى ابن ماجة أيضا عن أبى هريرة إن من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدى فرجل كتب له حسنة ورجل تحط عنة خطيئة.
كما أن الإمام يحيى روى عن سهل بن سعد من دخل مسجدى هذا يتعلم فيه خيرا ويعلمه كان بمنزلة المجاهد فى سبيل الله ومن دخل بغير ذلك من أحاديث الناس كان كالذى يرى ما يعجبه وهو لغير الله.
كما أن أبا سعيد المقبرى روى أيضا عن رجال ثقاة يعتمد عليهم فى الحديث الشريف الذى يقول (لا أخال أن لكل رجل منكم مسجدا فى بيته فو الله لو صليتم فى بيوتكم لتركتم مسجد نبيكم ولو تركتم مسجد نبيكم لتركتم سنته ولو تركتم سنته إذن لضللتم) إن هذه الأحاديث الشريفة والآثار المروية الأخرى لدليل كاف على أن يثبت ما يتمتع به المسجد الشريف من قدر ومزية، ومن هنا يقتضى أن يبقى إلى يوم القيامة تضاعف الأجر والثواب للطاعات فى كل موقع من مواقع البلدة المقدسة التى تحتوى على مسجد السعادة.
[إخطار]
إن الذين يوفقون فى زيارة مثل هذا المسجد يجب أن يعتبروا زيارة الروضة المطهرة ومنبر النبى المنيف غنيمة عظيمة وأن يبذلوا غاية جهدهم فى رعاية تلك الأماكن المقدسة وأداء الصلوات المكتوبة والنوافل فيها، لأن قائد الأنبياء (عليه أتم التحية) أخبرنا أن ما بين بيت عائشة الحجرة المعطرة والمنبر المنير روضة من رياض الجنة كما أن المنبر قائم فوق حوض الكوثر.
وإن كان فى تعريف الروضة المطهرة وتعيين حدودها اختلاف فى الألفاظ مثل (ما بين قبرى ومنبرى) وجاء فى بعض الأحاديث (ما بين بيتى ومنبرى) والأخرى (ما بين بيتى إلى منبرى) إلا أن كلها تؤدى نفس المعنى لأن مرقد السعادة فى داخل الحجرة المعطرة للسيدة عائشة، وإذن فليس هناك فرق بين بيت النبى والمرقد المصطفوى.