وإن كان العلماء الكرام متفقين فى تضاعف الأجر والثواب كذلك على كل أنواع العبادات والطاعات التى تؤدى سواء أكان فى المسجد الحرام أو مسجد سيد الأنام يتضاعف أجرها وثوابها، إن الحديث الذى رواه الإمام البيهقى عن جابر بن عبد الله وهو (الصلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، والجمعة فى مسجدى هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه إلا المسجد الحرام وشهر رمضان فى مسجدى هذا أفضل من ألف شهر رمضان فيما سواه إلا المسجد الحرام) والحديث الجليل الذى نقله الإمام الطبرى عن بلال بن الحارث (رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان) دليلان واضحان على أن العبادات والطاعات المتنوعة فى المساجد الثلاثة تتضاعف فى أجرها وثوابها.
المواقع التى تحوز الخاصية الجليلة لتضاعف الأجر والثواب فى المدينة المنورة حيث دفن كنز السعادة.
قد قصر بعض الذوات من أئمة الحديث تضاعف الثواب للعصر الذى عاش فيه إمام الأنبياء (عليه أكمل التحايا) على حدود المسجد الشريف الداخلية والتى بناها فى حياته، ولكنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا مدعاهم بأدلة واضحة، ومن هنا قد قرر أن الطاعات والعبادات المؤداة فى أى ناحية من نواحيها وفى كل مكان فى المسجد النبوى الشريف يتضاعف أجرها، إذ قال سيد الأبرار-عليه صلوات الله الستار- (لو مد هذا المسجد إلى باب دراى ما عدوت أن أصلى فيه وهذا مسجدى وما يزيد فيه فهو منه ولو بلغ بمسجدى صنعاء كان مسجدى وقال عمر بن الخطاب لو مد مسجد الرسول من الشامية وزيد فيه حتى يبلغ الجبانة كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم «ولو مد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذى الحليفة لكان منه» وقد وسع الأصحاب الكرام المسجد النبوى فى زمنه «ولما كانت هذه الأدلة تكفى لإثبات المدعى فالظاهر تضاعف الأجر والثواب فى أى موقع من مواقع المدينة الطاهرة ولأجل ذلك روى الإمام أحمد والطبرانى عن أنس بن مالك بواسطة رجال ثقاة