يبزغان بعد الجوزاء ويبعد أحدهما عن الآخر طول رمحين. وإذا نظرنا إلى صورتهما، نجد أحدهما كبيرا جدا لامعا ومائلا إلى الجنوب والآخر صغير ومائل نحو الشمال ويسمى المائل نحو الجنوب الشّعرى اليمانى والمائل إلى الشمال الشّعرى الشامى وحسب اعتقاد العرب القدامى فإن الشّعرى اليمانى عبر ذات ليلة خفية مع سهيل المجرة واغترب وإن الشّعرى الشامى بكى لفراقهما إلى أن أصيب بغمض العين لذا أطلقوا على هذا النجم اسم الشّعرى الغميض (١).
وأول من عبد الشّعرى من طائفة خزاعة أحمق يدعى أبو كبش وكان من أشراف بنى خزاعة. وقد وقف ذات يوم على رأس قومه وقال: إن كل النجوم التى فى السماء تتحرك بشكل عرضى، ما عدا كوكب الشّعرى فإنه يتحرك بشكل طولى، يعنى أنه يشير إلى أن الشّعرى ليس كبقية النجوم. وإننى الآن سأترك عبادة الأوثان وأعبد الشّعرى وأصبح كل من يتبعونه يعبدون الشّعرى وخالفوا فى هذا آل قريش.
وقد أطلق مشركو قريش لقب أبو كبش على نبينا صلى الله عليه وسلم إيماء إلى هذا السر ويريدون بهذا أن يشبهوه بأبى كبش لأنه أتى بدين جديد يخالف قريش.
والواقع أن نبينا صلى الله عليه وسلم بهجة العالم، قد خالف قريش فى أمر عدم عبادة الأصنام وأبو كبش خالفها فى أمر عدم عبادة الأوثان انتهى.
[تأسيس مدينة مكة المعظمة المشهورة]
كان بنو خزاعة الذين استولوا على مكة المعظمة يتحاشون ويتجنبون الإقامة داخل حدود الحرم تعظيما للبيت الحرام، فكانوا يقيمون نهارهم حول الكعبة ويخرجون فى ليلهم خارج حدودها حيث يبيتون.
وكانوا يقولون إنه من الحرام المطلق اقتراف ما نهى عنه داخل حدود الحرم المحترم بناء عليه كانوا يبنون المنازل حول بيت الله.