عن الأسطوانتين السابقتين ما يؤكد تحقيقنا، وقد بين ابن سليمان فى كتابه المذكور ما كتب على هاتين الأسطوانتين ولم يعرف جهتهما، إذ قال:«إن أسطوانة المحرس التى خلف أسطوانة التوبة من الجهة الشمالية كتب عليها هذه أسطوانة على-رضى الله عنه-كما كتب على أسطوانة الوفود التى تقع خلف هذه الأسطوانة: «هذه أسطوانة الوفود» ويفهم من تعريف ابن سليمان أنه قد تبدلت مواقع الأسطوانتين وغيرت كتاباتها خطأ، إذ كتبت على الأسطوانة التى خلف أسطوانة السرير من الجهة الشمالية عبارة «هذه أسطوانة الحرس» والأسطوانة التى خلف هذه الأسطوانة من الجهة الشمالية كتبت عبارة «هذه أسطوانة الوفود» إن خطأ نقل هذه المكاتبات إلى الأسطوانتين سالفتى الذكر حدث من ذهاب ابن فرحون إلى أن الأسطوانة الملاصقة بالشبكة أسطوانة التوبة، لأن الذين كلفوا بكتابة هذه الكتابات ظنوا أن أسطوانتى الوفود والحرس خلف أسطوانة التوبة من الجهة الشمالية فكلفوا بكتابة العبارات السابقة فوق الأسطوانتين الملاصقتين خلف الشبكة وهذا يؤيد رأى ابن فرحون ويصدقه، مع أن الأسطوانة الملاصقة بالشبكة أسطوانة السرير، وإننى قد راجعت الباشا شيخ الحرمين لنقل هذه الكتابات إلى الأسطوانتين اللتين خلف أسطوانة التوبة بعد أن استشرت أفاضل علماء أهل المدينة وذلك فى سنة ١٢٨٧ هـ.
وقد استصوب فكرى سواء أكان أمين باشا أو قاضى المدينة محمد توفيق أفندى ولم يعيرا آذانا صاغية لوشايات الفرقة المخالفة، ولكن بما أن أمين باشا قد انفصل عن المشيخة لم يتيسر تحقيق المرام.
[٧ - أسطوانة مربعة القبر]
إن أسطوانة مربعة القبر الجليل فى مكان يطلق عليه مقام جبريل أى فى اتصال الانحراف الغربى الشمالى وهو عمود موزون.
وبما أنه بين أسطوانة الوفود وأسطوانة مربعة القبر الشريف وفى اتصال شبكة الحجرة المعطرة أسطوانة أخرى، فأسطوانة الوفود، الأسطوانة الأولى وأسطوانة مربعة القبر الثالثة والأسطوانة الموجودة بين الاثنين الأسطوانة الثانية بالنسبة