فى الجهة القبلية من الشبكة الشريفة التى تحيط بحجرة السعادة مسمار ساطع الأنوار من فضة علامة جهة وجه النبى صلى الله عليه وسلم هى هذا المسمار الذى يبعد عن الزاوية الغربية قدر خمسة أذرع، وقد بين علماء الأسلاف جهة وجه السعادة قائلين: «كل من يقف تحت القنديل الذى فى مواجهة رأس السعادة واستقبل العمود الرخامى يكون قد توجه إلى الوجه اللطيف النبوى، إلا أن هذا التعريف خاص بوضع الحجرة النبوية قبل الحريق إذ لم يكن حينئذ فى محاذاة وجه السعادة إلا قنديل واحد معلق، وبما أن القناديل كثرت فيما بعد فما كان يعرف أى القناديل المعلقة يلزم الوقوف تحتها. والآن فمن يريد أن يكون فى مواجهة وجه السعادة، يقتضى أن يستقبل العمود الأحمر الرخامى فى محاذاة مسمار الفضة، إن هذا المسمار علامة الوجه الشريف، وقد سقط المسمار المذكور سنة (٧١٠) هـ وخلا المكان منه فترة وبعد عشر سنوات وضع فى مكانه سنة (٧٢٠) هـ.
وعندما فرش رخام أرضيته الحجرة المعطرة فى (٢٣٢) نزع المسمار المذكور وعندما تم الفرش وسوى أضيف ثلاثة مسامير فضية أخرى بحيث وضع أحدها فى الجدار القبلى والاثنان فى الجدار الغربى ووضعت الأربعة كلها مرة واحدة فى أماكنها، وللأسف الشديد احترقت المسامير الثلاثة الجديدة وبقى المسمار القديم، وبما أن الشخص الذى كان أمين البناء قد ركب على باب المقصورة قفصا غليظ الصنع كما كان لا يمكن رؤية المسمار العتيق ولا تشخيص وتمييز مكان مواجهة رأس السعادة، وكان زوار ذلك الوقت يقفون فى الجهة القبلية ويستقبلون قبر السعادة وبحسّ وجدانى يشيرون إلى جهة المسمار القديم قائلين