وإن كان المؤذنون إلى الآن يذكرون ويسبحون من فوق المآذن فى مصر والشام إلا أنهم لا يؤذنون من المساء إلى الصباح كما كان يحدث فى عهد صلاح الدين، بل يسبحون قبيل الفجر بقليل، وفى مكة المكرمة يبدءون الذكر فى آخر الليل، ولا توجد فى البلاد الإسلامية الأخرى عادة الذكر والتسبيح، إلا أنهم يمجدون الله فى ليالى رمضان. «محاضرة الأوائل».
[٢ - مئذنة باب السلام]
بانى هذه المئذنة غير معروف وكان المهدى بن منصور من الخلفاء العباسيين حينما وسع المسجد الحرام فى سنة (١٦٢) قد جدد هذه المئذنة أيضا جاعلا لها شرفتين، إلا أن بعض المؤرخين ادعوا أن المهدى لم يجدد هذه المئذنة بل بناها إذ لم تكن هناك مئذنة من قبل.
ولما كانت هذه المئذنة قد خربت مع مرور الزمن هدمها الملك الناصر فرج بن برقوق وبناها من جديد فى سنة (٨١٠ هـ)، وجددها وعمرها السلطان مراد خان الثالث (٩٣٨ هـ)، ومازالت تلك المئذنة محتفظة بطرز بنائها الذى بناها عليه المشار إليه.
وهى مستديرة إلا أن قلنسوتها على طرز مآذن البلاد العربية، وعلمها مثل أعلام مساجد إستانبول، لذا كان شكلها غريبا.
[خبر مهم]
إن وجود هلال على قلنسوات المآذن ليس من الأمور الشرعية بل هو عادة اتخذت من قبل ظهور الإسلام، وقد صادف هجوم الملك فليبوس أبى الاسكندر الأكبر على مدينة إستانبول الليلة التى طلع فيها الهلال، وسر سكنتها من هذا وعدوا طلوع الهلال فألا حسنا، فأصبح من عاداتهم اتخاذ رسم هلال على أعلامهم، وانتقلت هذه العادة إلى القياصرة، وبعدهم إلى سلاطين المسلمين فاتخذوا هلالا على راياتهم وعلى قمة قلنسوات المآذن، وقد انتشرت هذه العادة بالتدريج فى جميع الممالك الإسلامية. انتهى.