للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تزول بسرعة. كما يحظر أكله فى المناطق الحارة وذلك لأنه يكسب الجسم حرارة عند تناوله.

[الكمون]

عند ما يضاف إلى الأطعمة فإنه يقوى المعدة ويفتح الشهية.

[أسباب ظهور الأمراض فى مكة المفخمة]

فيما مضى كان الحجاج الذين يأتون مع المحمل الشامى ينصبون خيامهم بجانب الآبار التى فى طريق العمرة، كما كان حجاج المحمل المصرى ينصبون الخيام فى السطح أى المسطح الذى أمام الموقع المسمى «الشيخ محمود»،وكانوا يتركون فى الميدان مخلفات الأغنام التى يذبحونها مكشوفة، كما كانوا يتركون بين الخيام جيف الإبل والخيول التى تنفق من المرض والتعب فى أثناء الطريق.

وكان الحجاج الذين يهبطون إلى منى لرمى الجمرات فى أثناء عودتهم من عرفات يتركون مخلفات الأضحيات فى المكان المخصص للذبح أمام الخيام، وأما من يذبحون الماعز فكانوا يتركون أجساد الماعز كاملة فى المكان الذى كانوا يذبحونها فيه وكانوا يتركون جيف الإبل التى تنحر خلف الجمرة الكبرى فى مكان نحرها وعند ما يتفق وجود الفضلات المتراكمة والقمامات من جيف الحيوانات وسط‍ الخيام المنصوبة بين طريق العمرة وساحة «الشيخ محمود» كان المارة يعجزون عن المرور يسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منها، ويصاب أغلب سكان الخيام بالأمراض مثل الصداع والغثيان. ولهذا كان الحجاج المساكين يعانون بجانب شدة الحرارة من تعفن جثث الأضحيات الملقاة هنا وهناك بين الخيام، وهذه الحالة الكئيبة يعجز القلم عن وصفها.

وهكذا كان الحجاج يتعذبون ثلاثة أيام مدة مكثهم فى منى. ولا يخلون من الشعور بالغثيان ويظلهم الخوف والتفكير فى الموت.

ولما كان المراد أن يقضى الحجاج الكرام فى هذا المكان الكئيب الموبوء الأيام الثلاثة فى صفاء الخاطر وطمأنينة، وأن يؤدوا مناسكهم فى هدوء بال وراحة وأن يصانوا من المخاطر القاتلة، اقترحت بعض الجهات المهتمة بالأمور-نتيجة

<<  <  ج: ص:  >  >>