للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعريف بالأحوال الجغرافية للبلدة المعظمة مكة المكرمة

وأحوال الأوائل ووضع المبانى الفخمة للبيت المعظم شكلا وصورة

من البلاد التى تحكمها الدولة العليّة فى قارة آسيا الجزيرة العربية وتنقسم إلى قسمين: الرقعة الحجازية والرقعة اليمانية.

ومنطقة الحجاز كبيرة متسعة وتشمل ربع جزيرة العرب، وقد عرفناها فى موضوع الحجاز الوارد فى الصورة الثانية من الوجهة الثالثة من المجلد الثالث من مرآة الجزيرة وتقع فى الشمال والشمال الغربى من جزيرة العرب وعلى الساحل الشرقى للبحر الأحمر الممتد من السويس إلى اليمن.

يحدها شرقا بلاد نجد وصحراء الأحفال وغربا البحر الأحمر، وجنوبا الرقعة اليمانية وشمالا الفرات وبادية الشام وسوريا العرب، وتحيط‍ بها جبال وأودية.

ولأن هذه المنطقة السعيدة تحجز بين تهامة ونجد وتفصل بين المنطقتين؛ لهذا سميت الحجاز، ومنطقة الحجاز المباركة تغلب عليها الصحارى الفيافى (١).

ولا تسقط‍ فيها الأمطار بالدرجة المطلوبة ولذا فإن نباتاتها الأرضية من العشب الجاف تكاد لا تكفى حاجات قبائل البدو وحاجات دوابهم.

ومع هذا ففى جبالها ووديانها، حيث المياه الجارية والآبار، والينابيع الوفيرة تنبت الأشجار المثمرة والمحاصيل النافعة المتنوعة، وبما أن الهواء فى مناطق الوديان والصحارى شديد الحرارة فإن القادمين من المناطق الباردة يتضررون من هذه الحرارة ولذا فإن السكنى فى المناطق الجبلية المرتفعة حيث الجو المعتدل يبدو


(١) الفيافى: الصحراء الواسعة المستوية. واحدتها: الفيفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>