للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبظهور بعض الأشرار من الجانبين كان يقوم نزاع من حين إلى الآخر بينهما.

واستمرت هذه الحالة غير المستقرة فترة قصيرة ثم اتحد الجراهمة وهزموا جماعة قطورا وقتل سميدع، لذا عقد مضاض صلحا مع من بقى حيا من قوم قطورا الذين طلبوا الصلح وهكذا أصبح مضاض الحاكم الأوحد لمكة المفخمة.

وحتى هذه الواقعة-أى تاريخ استقلال مضاض بن عمرو الجرهمى بالحكم كانت حجابة الكعبة وسدانتها لبنى إسماعيل وكانت إدارة حكم البلدة المشرفة- مكة المكرمة لرؤساء الجراهمة وعقب وفاة نابت، ومقتل سميدع بن هوش استولى الجراهمة على سدانة بيت الله أيضا. ورأينا إدراج هذه الأبيات الصريحة فيما يتعلق بهذا الأمر.

[نظم]

وكنا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بتلك البيت والخير ظاهر

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

بلى كنا أهلها فأزالنا ... صروف الليالى والحدود العواصر

والأبيات المذكورة من قصيدة طويلة نظمها عمرو بن الحارث الجرهمى وتحكى طرد وإخراج الجراهمة من مكة المعظمة وانتقال حكومة مكة الجليلة إلى بنى خزاعة.

وعند ما اختلت نظم إدارة حكومة جرهم وقطورا أخذ مضاض بن عمرو أبناء قبيلته المسلحين ونزل من جبل قعيقعان، كما اصطحب سميدع أيضا قومه المقاتلين ونزل من جبل أجياد، عازما ملاقاة مضاض الجرهمى والتقى الجمعان فى المكان المسمى «فاضح».

وكانت سيوف وسهام وحراب الجراهمة تقعقع وتصدر صوتا، ولهذا سمى الجبل الذى صعدوا عليه باسم «قعيقعان».

كما أن جند سميدع هبطوا من جبل «أجياد» وهم متفرقون ثم أطلقوا على الجبل المذكور اسم أجياد.

<<  <  ج: ص:  >  >>