بينما وضع سيدنا إبراهيم السكين على رقبة ابنه واجتهد أن يذبحه أظهر سيدنا إسماعيل لوالده نهاية الطاعة ومنتهى الاستسلام الذى يفوق كل ما أصف. وإذا بصوت مثير للشوق يقول «يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ولقد أرسلنا كبشا فداء لابنك فأمسك به واذبحه».
شمس التبريزى
إسماعيل قد جاء به وجعله قربان كبش له
فاستدار إبراهيم عليه السلام على عقبيه بمجرد أن وصل الصوت إلى مسامعه ورأى عند سفح جبل ثبير كبشا فريدا متناسق التكوين ومن فرط سعادته ترك ابنه إسماعيل ملقى على الأرض مقيد اليدين وذهب للإمساك بالكبش الذى رآه ولكن الكبش المذكور انطلق ناحية مسجد الحنيفة متبعه وألقى فى ثلاثة أماكن سبع جمرات وأمسك به بالقرب من جمرة العقبة، وأخذه إلى مكان مسجد المنحر وذبحه.
والمواضع التى ألقى فيها سيدنا إبراهيم بالحجارة على الكبش هى الأماكن التى يوجد بها الآن: الجمرة الأولى، والجمرة الثانية وجمرة العقبة.
وكان الشيطان اللعين قد ظهر لإبراهيم فى تلك الأماكن وحاول أن يصرفه عن تنفيذ الأمر الإلهى ولكن لما رأى نفسه لا يستطيع أن يحقق أمله انسحب إلى ناحية ما خائبا مدحورا. وإشارة إلى هذه الحادثة يرمى الحجاج الكرام الجمرات الثلاث.
[قطعة]
ما يرمى به إبليس من حجر إما حصى وإما جمر وفى المآل إذا قلبت الكلمتان