وإزعاجه هو وأتباعه من المسلمين، وأخذوا يعذبونهم ويستهزئون بهم. وفى فترة ما أخرجوا أصنامهم إلى الصحراء، وأرادوا أن يمتحنوها، وطلبوا من الأصنام التى أخرجوها إلى الصحراء بعض الأشياء، وعندما لم يظهر ما طلبوه من الأصنام قالوا لصالح «عليه السلام»:إن كنت نبيا حقا فأخرج لنا من هذه الصحراء ناقة حاملة، ولما دعا صالح «عليه السلام» إلى الله خرجت ناقة من الصخرة التى أشاروا إليها بعد أن أنت الصخرة كالنساء اللائى يضعن حملهن، وانشقت وخرجت من داخلها الناقة التى طلبها قوم ثمود، إلا أن قوم ثمود ظلوا على عنادهم ولم يؤمنوا بصالح وما يدعوا إليه.
وفى النهاية طلب صالح من قوم ثمود بدلالة الوحى الإلهى أن ترتوى ناقة صالح من الماء الذى عندهم يوما، وتروى حيوانات قوم ثمود من ذلك الماء يوما آخر، وقد فعل قوم ثمود هذا الطلب. إلا أن قوم ثمود خالفوا هذا الأمر فيما بعد، واجتمع تسعة من رؤسائهم وأقسموا فيما بينهم أن يقتلوا صالحا وأتباعه من المؤمنين رافضين الهداية، وأخذوا يسيئون إلى صالح والمسلمين وتجرءوا على قتل الناقة، فما كان من الله-سبحانه وتعالى-إلا أن أرسل عليهم صيحة قوية، وزلازل شديدة فهلك الذين لم يؤمنوا وقد وقعوا على وجوههم كأشجار خاوية.
وأخذ حضرة صالح أتباعه الذين آمنوا به بعد هلاك ثمود، وذهب بهم إلى فلسطين وهاجر من هناك إلى مكة المكرمة، وارتحل إلى دار النعيم فى تلك البقعة الطاهرة وهو فى الثامنة والخمسين من عمره.
يروى أن الأقوام التى عاشت فى عهد عاد الأولى كانت ذات أجسام ضخمة قوية وتتصف بالظلم والعناد.
[ملوك اليمن]
انتظر أولاد نوح-عليه السلام-بعد وقعة الطوفان الهائلة فى أقطار الأرض.
واتخذ كل واحد منهم مع أتباعه بقعة من الأرض مأوى لهم. قد سكن من بينهم