السلام من نسل سيدنا عبد الله بن الزبير (رضى الله عنهم) وقد تعهدوا بأداء هذه الخدمة المشكورة سنة ١٢٨٢ هـ.
إننى - المؤلف - قد تلاقيت مع عبد الله أفندى وحضرت مجالسه ونلت شرف شرب زبدة ماء زمزم كل صباح فى صحبته ودلالته. كان المرحوم السيد عبد الله من الأشخاص الذين يتمعتون بخصال حميدة وفضائل جليلة وكان من أذكياء علماء مكة، شخص خزانة علم، فريد فى الحلم والحكمة، ملكى الصفات، والسعداء الذين يتشرفون بصحبته يتمنون ألا يفارقون صحبته دقيقة واحدة.
[تطهير بئر زمزم الشريف]
نضبت مياه بئر زمزم فى عهد العباسيين وكادت أن تنقطع وبعد ما عمقها بناء يقال له محمد بن ضحاك قدر ستة أذرع لم ينقص ماؤها أبدا.
وكان أهل مكة يعتقدون أن مياه بئر زمزم يفور فى الليالى المباركة ويفيض، وأن مياه الكوثر تختلط بمياه زمزم فى تلك الليالى، وبناء على ذلك كانوا يهجمون على بئر زمزم ويقتحمونها بقوة حتى يخاف أن يصاب بعضهم بعاهات فى تلك الليالى، وهم يبذلون الجهد لأخذ مياه زمزم ولكن تحقيقاتنا لم تثبت ما يدعونه.
وقد حصلنا على روايتين بخصوص فيضان بئر زمزم.
[الرواية الأولى]
اختلاط بعض المياه الجارية بماء زمزم ولما كان باب بئر زمزم يغلق فى الليالى المباركة من العصر إلى المساء؛ لذا كان يزيد الماء الموجود فى البئر قدر شبر.
[والرواية الثانية]
عندما انسدت البئر المذكورة توارد إلى مكة كثير من الروحانيين، وفى تلك الليلة تغير طعم ماء زمزم وردوا ذلك إلى سبب سؤر الروحانين فى البئر.
والحكاية الآتية كافية لتصديق هذه الرواية وتأكيدها.