للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبناء على ما رواه الإمام أحمد بواسطة رجال ثقاة عن سهل بن سعد أن منبر السعادة قائم على ترعة تثير الشوق.

وبناء على قول أبى واقد الليثى أن أرجل المنبر فوق أرض الجنة الساحرة وأن الروضة المطهرة والمنبر المنير المزهر مهما مدحا وأثنى عليهما يستحقان ذلك، وقال معاذ بن الحارث من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم الكرام إننى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فوق منبره يقول «إن قدمى على ترعة (١) من ترع الجنة» ونقل أبو سعيد الخدرى أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم فى أثناء خطبة فوق منبره يقول «أنا قائم الساعة على (٢) حوضى» كما نقل ابن زبالة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «أنا على الحوض (٣) الآية» كما نقل نافع بن جبر هذا الخبر الصحيح «أحد شقى المنبر على عقر الحوض فمن حلف عنده يمين فاجره يقطع بها حق امرئ مسلم فليتبوأ مقعده من النار» وروى أبو داود وابن حبان وحاكم هذا الحديث.

نقل النسائى حديث «من حلف عند منبرى هذا يمينا كاذبة استحل بها مال امرئ مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل» ونقل الطبرانى حديث «منبرى على ترعة الجنة وما بين منبرى وبيت عائشة روضة من رياض الجنة» وقد نقلا هذين الحديثين الشريفين ليعرفا أن الروضة المطهرة والحجرة المعطرة والمنبر اللطيف أماكن واجبة الاحترام.

[بيان المصلى النبوى وبيان حدوده]

قال خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم ليعين حدود مصلاه الميمونة «ما بين حجرتى ومصلاى روضة من رياض الجنة» ومن هنا اختلف علماء السلف فى تعيين حدود مصلى النبى صلى الله عليه وسلم.


(١) الترعة بمعنى البئر أو حديقة مرتفعة عن الأرض. وانظر مجمع الزوائد ٨/ ٤ - ٩.
(٢) العقر يقال للمكان الذى يشرب منه الماء أو على قول يطلق على خلف الحوض إذ ينبع ماء الحوض من هنا. وانظر فى هذا الحديث: المستدرك على الصحيحين ٢٩٤/ ٤ - ٢٩٨.
(٣) المقصود بهذا الحوض حوض الكوثر وبناء على ما جاء فى الحديث الشريف «زواياه سواء وأنه حوض متساوى الأضلاع مربع الشكل».

<<  <  ج: ص:  >  >>