للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مطالعة]

إن انتزاع حضرة العباس أخاه عبد الله من تحت قدمى عبد المطلب يقتضى أن يكون العباس أكبر من عبد الله، وهذا من سهو الرواة لأنه وفقا للروايات الصحيحة أن عبد الله أكبر من أخيه العباس.

حيث إن عبد المطلب تزوج من هالة أم ابنه حمزة-رضى الله عنه-بعد أن وفى بنذره، وبناء على هذا أن حمزة رضى الله عنه وأخاه العباس-من الأم- رضى الله عنه لم يكونا قد ولدا بعد حينما قرر عبد المطلب ذبح ابنه عبد الله (١).

وبناء على هذا يلزم أن يكون عبد الله أصغر أبناء أمه وليس أصغر أخوته جميعا.

ورغم أن ابن إسحاق قد أخطأ فى تأويل قول المرحوم البكائى الذى يعتبر من الأئمة الثقاة، وذهب إلى ما يخالف الرواية السابقة، فإن بعض أهل السير ردوا وخرجوا ما ذهب إليه ابن إسحاق، وقالوا إن حمزة-رضى الله عنه-أصغر من عبد الله، والعباس أصغر من حمزة-رضى الله عنهم جميعا-وأيدوا رأيهم بما قاله العباس: عند مولد خاتم الأنبياء-عليه وعليهم التحية-كنت قد بلغت الثالثة من عمرى، وعند ما شاهدت وجهه المنير المبارك قالت لى النساء قبل وجه أخيك، فتشرفت بتقبيل وجهه الكريم.

وقول سيدنا العباس هذا لم يترك أى شك فى أنه أصغر من عبد الله بن عبد المطلب، ولهذا فإن قول المرحوم الإمام البكائى يحمل على أن عبد الله كان أصغر أبناء أمه عند ما حمل للذبح.

ورغم أنه لا حاجة إلى إطالة القول لإثبات هذا الأمر فما لا شك فيه أن سيدنا حمزة وأخاه العباس-رضى الله عنهما-قد ولدا بعد الوفاء بالنذر. وهو أمر ثابت بدلالة الروايات الصحيحة، حيث إن عدد أبناء عبد المطلب كان اثنى عشر.

انتهى.


(١) هذه الرواية تؤكد صحة ادعاء الرواة من أن أبناء عبد المطلب كانوا اثنى عشر ابنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>