للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإزالة عطشهم، فتأثر من ذلك أشد التأثر، ثم أمر بحفر البئر المذكورة، وأوصل الماء إلى الصهريج المذكور بحفر مجرى، وعين من يهتم بهما ويسقى الناس، ولكن لشدة الأسف لم يبق إلى الآن، لا السقاءون ولا المجرى، وعندما تهطل الأمطار يمتلئ ذلك الصهريج ثم يخلو من المياه مرة أخرى فيظل فارغا.

وبعد ما أمد سنان باشا ذلك الصهريج بالماء فرش أرض المطاف بالرخام (١)، وغير رمل الساحة الرملية للمسجد الحرام، وأمر بصنع سبيل وحوض فى طريق العمرة، وحفر فى أماكن بعيدة آبارا عميقة واسعة لملء السبيل والحوض بالماء بواسطة مجارى حفرها، وقد اندرس كل هذا ولم يبق له أثر، إلا أن الأصحاب الكرام حفروا كثيرا من الآبار فأصبح المعتمرون لا يعانون من قلة الماء كما كان من قبل.

[لاحقة]

وقد ثبت أن كل من يذهب إلى مسجد عائشة بنية العمرة ويلبس هناك ملابس الإحرام وفقا للسنة النبوية، ثم يعود مهللا ملبيا إلى الحرم الشريف ويطوف مرملا مضطّبعا (٢) يسعى، فإنه ينال ثواب أداء الحج فى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم الذى غفر له، وذلك ثلاث مرات فى شهر رجب ومرتان فى شعبان المعظم، ومرة فى رمضان المبارك، لذلك يقبل الحجاج الكرام على العمرة بكثرة فى تلك الشهور.

[تنبيه]

ويجب أن يزار المكان الذى صلب فيه حاتم بن عدى - رضى الله عنه - الذى يقع فى الجهة الغربية من مسجد عائشة، وفى ناحية جدة إذ كان - رضى الله عنه


(١) لأن المطاف الشريف فى ذلك الوقت كان مفروشا بالرمل فكان الحجاج يعانون فى أثناء السير.
(٢) إن الصورة الإجرائية لهذه الأصول مسطورة فى الصفحة الثالثة عشرة من تكملة المناسك والاضطباع أن يجعل المحرم وسط الرداء تحت كتفه اليمنى ويرد طرفيه على كتفه اليسرى ويبقى كتفه اليمنى مكشوفة، وهو سنة عند جمهور الفقهاء: الشافعية والحنفية والحنابلة فى كل طواف يرمل فيه. ولا ترمل المرأة ولا تضطبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>