وبما أن عربان القبائل يعيشون فى حالة ترحال فلا يتخذون مكانا ما مأوى ومسكنا بصفة دائمة، فينقسمون إلى عشرينات أو ثلاثينات أو أربعينات أو خمسينات أو ستينات من الخيم فينزلون حيث يعجبهم أو يقومون ويرتحلون حسبما يريدون، وإنهم لا يتركون أماكنهم ما لم تعد حيواناتهم جائعة من المراعى أو ما لم يكتشفوا مراعى أكثر عشبا.
وعند ما يعم الجفاف لا يسكنون فى مكان واحد أكثر من ثلاثة أيام وفجأة يتركون منازلهم، ويتفرقون بين عربان القبائل الأخرى ويحصلون على موافقة شيوخ القبائل الذين لجئوا إلى ديارهم بإعطائهم رأسا من الغنم عن كل خيمة.
وهؤلاء الشيوخ يحمون الجماعات الواردة يصاحبونهم حيثما انتقلوا ويحسبونهم من جماعاتهم، وبناء على ذلك لا يتعرض لهم أحد بالأذية فإذا وجد من يتعرض لهم بالأذى فلا يستطيع أن ينجو من انتقام القبيلة كلها.
ويقولون لمثل هؤلاء الناس-أى الذين ينتقلون إلى أراضى غيرهم ويدخلون تحت حمايتهم- «طنيب الطنب» ومعناه الاصطلاحى الجيرة التى حدثت باتصال خيم هؤلاء بخيمهم.
[المعاونة للدخيل:(إغاثة الملهوف)]
من مقتضى القوانين القديمة بين العربان معاونة الدخيل، أى قبول الهاربين وإكرامهم قدر الإمكان وإعانتهم.
فإذا ما فر إنسان سواء أكان ذكرا أم أنثى بعد ارتكاب ذنب أو جنحة أو جناية وأطلق المطاردون من خلفه رصاصا أو رمحا قبل أن يدخل فى خيم أحد العربان سواء أصابه ما أطلق أولم يصبه فأصحاب الخيم ينظرون إلى جهة توجه الرجل الفار.
فإذا توجه الهارب نحو خيم الحريم، وقع الحادث المذكور قبل التقرب إلى الخيم بأربعين ذراعا فبناء على القوانين العربانية لا يلزمهم شئ.