للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظن البعض أن الذى أخرج سيدنا إبراهيم من الغار هو والده آزر، إذ ذهب إلى الغار عند ما علم من زوجته بوجود ابنه هناك وفى نيته قتله، وذلك لكى يثبت إخلاصه للنمرود. ولكن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب جعل آزر يخاطب ابنه-وقد رأى جماله الآسر فعامله برفق ورقة وأظهر له المودة والعطف، وذلك من حكم الله-سبحانه وتعالى-الخفية.

[قطعة]

سلبتنى قلبى يا إبراهيم وهو نار ... بالحسن وليس لى فى ذلك اختيار

وفى نار تركتنى ... وليس لنار النمرود من شرار

وبينما يبدى آزر محبته على ذلك النحو، أبصر سيدنا إبراهيم من خلال باب الغار مجموعة من الإبل وقطعان خيل وغنم وقال ما هذا؟.

فأشار «آزر» إلى كل واحد منها على حدة، وأجابه هذا يسمى غنم، وذلك يسمى جمل، وذلك يسمى خيل وعندئذ سأله: لا مخلوق بغير خالق، ترى من يكون خالقى؟ فلما أجابه آزر خالقك هو أمك. وإذا سألت عن خالقها فأنا خالقها وخالقى هو نمرود. وعندئذ قال إبراهيم إذن فمن يكون خالق النمرود؟ وهنا غضب ولطمه بكفه على وجهه المبارك وأخرجه من الغار.

وعند ما خرج إبراهيم-عليه السلام-من الغار، رأى كوكب الزهرة، أو «المشترى» ثم «القمر» ومن بعده «الشمس» وقال وهو يشير إلى كل واحد منها «هذا ربى» أبى أليس هذا ربى؟ وعند ما غابت كل الكواكب المذكورة واحد تلو الآخر، وأفلت كلها، أفهم والده أنه على الدين الباطل وقال مقولته البليغة التالية «يا قومى أنا لست على دينكم، إنكم تشركون بالله وأنا أتوجه إلى خالق السموات والأرض-سبحانه وتعالى-وأنا لست من المشركين».ولم يستطع «آزر» أن

<<  <  ج: ص:  >  >>