وذلك لأن مدينة مكة المشهورة هى أشرف وأجمل وأفضل من كل البلاد.
ويكفى دليلا على أن هذه المدينة المقدسة أشرف الممالك وأسعدها على وجه الأرض، أنها كانت مهد إشراق نور سيد الكونين، وأنها مطاف طوائف الموحدين.
[مكرمة]
وذلك لأنها كرمت بالذكر الجميل فى الكتاب المبين، ولأنها كانت مزارا لجميع الرسل والأنبياء وكل الأولياء والصالحين لصدور الأمر الإلهى بزيارة كعبة الله الكائنة داخل مكة السعيدة والحج إليها.
[مهابة]
حيث لا يجرؤ أحد من الملحدين على دخول حرم الله، وبما أنّ الملاحدة والجبابرة ذوى المهابة يخافون كعبة الله ويتحاشونها؛ لذا سميت بهذا الاسم.
[والدة]
حيث إنها مرجع الحجاج والزوار بعد قضاء مناسك الحج.
[نادرة]
اتساع مكة تلك البلدة المقدسة من حين لآخر سبب تسميتها بهذا الاسم.
وحسب ما يروى أن هذه المدينة المباركة تمتلئ أحيانا كما تمتلئ بطون النساء بالحمل، وبدء الامتلاء والزيادة فى شهر رجب الشريف أو فى شهر ربيع الأول، ففى بداية هاذين الشهرين تبدأ المدينة فى الاتساع، وتزداد كل لحظة حتى اليوم الثالث عشر من شهر ذى الحجة، وبعد ذلك يعود الحجاج ذوى الابتهاج فوجا تلو فوج.
فى الواقع أن من يرى كثرة سكان مدينة مكة المعظمة فى غير أيام الحج يظن أن الحجاج الذين يغدون إليها من أجل أداء فريضة الحج لن يجدوا داخل المدينة