صلى الله عليه وسلم، دعا طائفة الجن إلى الإسلام ست مرات: فى جبل حراء، وشعب الحجون، وأعلى جبال مكة، وبقيع الغرقد، وعلى مشارف طيبة الطيبة، وإحدى رحلاته الشريفة.
ولوجود عبد الله مسعود فى المرة الرابعة، وعبد الله بن الزبير فى الخامسة فى خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد شاهد كلاهما جنا ممن أسلموا، حتى إن ابن مسعود - رضى الله عنه - سمع أصواتهم وشبههم بقوم «الزط»(١).
[الأثر الثلاثون: مسجد الراية]
يقع هذا المسجد فى الطرف الشمالى من البلدة الطاهرة مكة المكرمة يقع بجانب بئر جبير بن مطعم بن عدى المشهورة، وفى الجهة الجنوبية لمسجد البيعة، وفى جوانبه الأربعة منازل كثيرة ودكاكين وافرة وسوق عظيم.
والزوار بعدما يزورون مسجد الجن، يزورون مسجد الراية حيث يصلون ركعتى تحية المسجد ثم يعودون، ومساحته السطحية طولها أربعة وعشرون ذراعا وعرضها عشرة أذرع.
مسجد الراية الشريف، إنه المكان الذى ركز فيه النبى صلى الله عليه وسلم، رايته فى يوم الفتح المنير وصلى ركعتين تحية له. وبناء على قول الإمام الأزرقى بأن بانى هذا المسجد هو عبد الله بن عبد الله بن عباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم، وقد رممه وعمره المعتصم بالله البغدادى.
[الأثر الحادى والثلاثون: مسجد المدعا]
إن أرضه طبقا لما نقله عبد القادر الجيلانى بالقرب من دار أبى سفيان بن حرب، وهو مكان طوله عشرون قدما، وعرضه خمسة أقدام، وكان بيت الله يرى من هذا المكان، وبما أنه لا شك فى استجابة الدعاء الذى يرفع إلى الله من مكان، أول ما يرى الإنسان فيه بيت الله، فالدعاء مقبول فيه، وهو فى هذا المكان من سنة رسول الله السنية.