للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رواية]

ولما وصلت هذه الشائعة إلى أسماع قيصر ملك بلاد الروم أراد أن يدخل إحدى بنتيه المشتهرتين بالجمال المفرط‍ فى العالم كله فى سلك جدات النبى الغاليات وأن يجعل هاشم بن عبد مناف صهرا له فبعث من يوصل هذا الخبر إلى هاشم يقول فيه: إن عندى بنتين يمكن أن يقال إن أما لم تلد فى مثل جمالهما كنت أود أن أزوجهما لشخص ظاهر الحسب وطاهر النسب ولما ثبت فى العالم كله والأقوام أصالة حسبك وطهارة نسبك فبعثت ببنتى لك فإذا عقدت نكاحك لإحداهما فتكون قد سررتنى كما أنك ترتبط‍ بأسرتى السلطانية وتكتسب بهذا إعلاء قدر وميزة!!! وبعث عقب ذلك ببنتيه إلى ذلك المحبوب الذى حيّر الدنيا بحسنه.

وكان قصد ملك الروم من هذا أن يكون حما لهاشم بن عبد مناف وأن يكسب إحدى بنتيه شرف الصعود إلى درجة إحدى جدات النبى والتى تساوى شرفى الدنيا والآخرة.

وحينما وصلت بنتا ملك الروم إلى مكة المعظمة مال هاشم إلى أن يتزوج الاثنتين وبعد أن عرض طاعته وعبوديته لله أولا فوق جبل ثبير وبعده أمام الكعبة المعظمة وفق العادة الجاهلية فدخل بيت الزفاف وفق الأصول، إلا أن حضرة جبريل نزل باسطا أجنحته ورفع من ظهر هاشم نور النبوة وبهذا قد أعلم أنه لا يحتمل أن تكون صدور الروميات درة الوشاح لجوهر خاتم الأنبياء عليه أفضل التحايا الغالى. وكلما كان هاشم يفترش هاتين البنتين كان جبريل الأمين ينزع نور سيد الأنبياء من مشكاته التى وضع فيها.

دامت هذه الحالة التى تشتمل على الحكمة الإلهية فترة طويلة إلى أن رأى هاشم فى ليلة من الليالى فى رؤياه من يقول له: يا هاشم! يجب عليك أن تعقد نكاحك لسلمى بنت عمرو بن شريد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار بن تيم بن ثعلبة بن عمرو الخزرجى من كرائم كبار النجارين.

<<  <  ج: ص:  >  >>