يقع هذا المسجد على يمين المتوجه إلى قبر حمزة وهو بالقرب من حديقة نخيل تسمى بجير وهو فى بقيع الأسواق فى طرف جبل حنين ويبلغ طوله ثمانية أذرع ويعرف بمسجد «أبى ذر الغفارى».
ويروى أن عبد الرحمن بن عوف (١) قال شخصيا: إنه بينما كان فى الساحة الرملية لمسجد «سافلة» رأى النبى صلى الله عليه وسلم وقد خرج من الباب الذى فى جهة المقبرة ودخل إلى حديقة فى الأسواق حيث توضأ وصلى ركعتين ثم سجد، وبعد مدة رفع رأسه المبارك وقال إن جبريل-عليه السلام-نزل اليوم باسطا أجنحته وأنزل قول الله سبحانه وتعالى:
وفى هذه البقعة كذلك مسجد الثنية، وإلى عام ١٢٥٥ هـ كان مجهول الاسم والمكان. وفى خلال هذا العام عثر عشقى أفندى على موضعه، وهذا المسجد يقع على ناحية إلى مسجد الفتح من مسجد حمزة، وهو مسجد صغير وطوله وعرضه خمسة عشر ذراعا.
وأهل المدينة يدعون الزوار إلى زيارة موضعين آخرين فى هذا الموقع.
أحدهما: صخرة عظيمة ملاصقة لجبل أحد ولها فتحة قدر حجم رأس الإنسان، ويعتقد الزوار أنها أثر رأس النبى صلى الله عليه وسلم.
والآخر: غار على مسافة من هذه الصخرة، ويقولون إن النبى صلى الله عليه وسلم دخل فى هذا الغار، إلا أن هذان القولان ما هما إلا وهم وظن، ولو كانتا من الروايات الصحيحة لكان المؤرخون القدماء ذكروهما فى كتبهم وبينوهما.
(١) انظر تفسير ابن كثير ٥٦١/ ٣، تفسير سورة الأحزاب الآية ٥٦.