[وقد قسمت اللجنة أعمال إنشاء عين زبيدة وتعميرها إلى قسمين القسم الداخلى والقسم الخارجى.]
[القسم الأول: المواقع التى يعمر خارجها]
وقد بدئ فى تعمير هذا القسم من جهة وادى النعمان حتى المجرى. إن مقدار خمسة عشر مترا من المجرى المذكور قد هبط واندرس وانمحى، وبدأت اللجنة أعمالها من هناك وفتحت مجرى جديدا يصل طوله لأربعمائة متر تقريبا، وأوسع من الأول ويسع داخله أن يمشى فيه إنسان ويتحرك، وبنى بشكل متين ورصين.
وبعد ما أنهت اللجنة أعمال المجرى على خير وجه أمر بفتح جميع أطراف المجرى ابتداء من وادى النعمان إلى قهوة عرفات. ومن هناك إلى جبل الرحمة ومن هنا إلى حومة وخاسرة وبازان الجديدة وقنطرة العابدية إلى المزدلفة، ومن المجرى أجزاء قد آلت إلى الخراب بحيث لا يمكن بقاء المياه فى داخلها فتركت هذه المجارى القديمة، وأمر بحفر مجارى جديدة كما أنها عاينت المواقع التى يمكن إصلاحها بعد أن أفرغتها من المياه وتفقدتها من الداخل ومن الخارج، «ثم أمرت بتعميرها واستخدمت الأسمنت فى تغطية جدران المجارى، وهكذا شيدته تشييدا رصينا.
ثم أمرت بتغطيتها بأغطية حجرية وفتحت فى بعض مواقع المجرى ما يشبه الأحواض حتى يستقى منها عربان البوادى، ويسقون دوابهم بعد أن أصلح المجرى حتى بئر زبيدة كما سبق شرحه.
فأخذت المياه تجرى فيه بغزارة حتى خربت بعض الأماكن الضيقة من المجرى، ورئى أن تفتح مثل هذه الأماكن وتوزع مياهها؛ ولأجل ذلك فتح بجانب مسجد المزدلفة وبين المزدلفة وعرفات حوضان عميقان للهبوط والصعود على جانبيهما، كما بنى منبع عظيم يهبط إليه ويصعد منه بالسلم وتركت الينابيع القديمة على حالها بعد تعميرها وتقويتها.