للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدخان، ومن هنا كان من الجن من هو مطيع ومن هو عاص، ومن هو مؤمن ومن هو كافر، وقد ورد فى القرآن الكريم: {وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ} (الحجر:٢٧) وقد اختلفوا فى هذه النار ولذا قال بعضهم إنها نار الشمس، وقال الآخرون إنها نار البرق.

[لننتقل للبحث عن إبليس]

هل إبليس من الملائكة؟ أم هو من الجن؟ وقد اختلف فى هذه المسألة أيضا.

بناء على رأى فريق أن إبليس كان من طائفة الجن التى استكبرت على وجه الأرض وعصت، وقد سل الملائكة سيوفهم وأسروا إبليس وساقوه إلى السماء وبهذا دخل فى زمرة الملائكة وإذا ما قلنا إن إبليس من الجن والملائكة نكون قد أصبنا الحقيقة الآن.

وبناء على قول فريق آخر إن إبليس من حيث الفعل من الجن ومن حيث النوع من الملائكة، فهو من ناحية فعله من الكفار.

يقول الإمام الماوردى فى كتابه المسمى (النبوة) وهو ينقل أقوال المنكرين: «إن خالق الكائنات خلق سكنة البحر والبر مثل الإنسان والنعامة والحيوانات المفترسة والطيور العادية والحشرات من الماء والطين كما خلق الحيوانات التى تعيش فى داخل الماء مثل الضفدع والسمك من نباتات الماء وأن هذه الأجناس الأربعة التى خلقت من أربعة من أصول صاعدة مثل الملائكة والجن فهم الصاعدون، واثنين من الأصول الأربعة هابطة مثل حيوانات البر والبحر فهى من الهابطة.

وقد اعتذر الإمام الماوردى عن نقله هذا الكلام قائلا: «إن ما ينقله ليس من رأيه ولكن هدفه من نقل هذا الكلام أن يفحم خصمه ويسكته بنقل ادعائه وكلامه».

وقال الشيخ أبو طاهر-رحمه الله-مرة أخرى: إن هؤلاء الجن عند ما تكتمل صورتهم تزول صورتهم الأصلية بالقدرة الإلهية، يتشكلون بشكل آخر لا يشبه صورتهم الأصلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>