للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسة المقتول القاتل، وبهذا يأخذ ثأره. وتعبير خمسة عبارة عما تم شرحه، وقد تفرعت الخمسة فى القبيلة واختلطت من جميع الجهات بالأولاد والأنسال، وأصبحت قبيلة مستقلة للفظ‍ خمسة كناية عن ذلك.

[والقسم الثانى الذى يتكون من قبيلة جهينة أولاد موسى]

وقد تفرعت أيضا إلى قبائل عديدة، كالقبائل المشهورة التى تشعبت من قبيلة براهمة وهى موالى، ومراوين، علاوين، وزيبان، وعوامرة، ونزة، وسمايحة، وما تفرع من كل واحدة منها من الخمسات تشكل القسم الثانى من قبيلة جهينة.

وتبلغ قبيلة جهينة بكافة أفرعها من حيث المجموع خمسين ألف نسمة تقريبا.

ويشتغل بعض منهم بالملاحة وتسيير السفن وصيد السمك، وبعض منهم يعمل بالفلاحة والزراعة ويتعيش من ورائها وتسكن القرى والمدن، ولكن القسم الأعظم منهم يمضون حياتهم فى الترحل وتحت الخيم.

قبيلة هيتم فرع من قبيلة بنى عبس:

الحميّة والسياسة العربانية:

الحمية والشجاعة الفطرية لا حد لها بين العربان. وحدث أن قامت حرب بين هذه القبيلة وقبيلة أخرى (١) مجاورة لهم منذ خمسمائة عام، وكانت حرب شديدة قاسية نتجت عنها خسائر كثيرة فى الأرواح والأموال، لذا اجتمع ثلاثة وثلاثون من شيوخ القبائل الأخرى حتى ينهوا هذه الحرب، ويضعوا حدا لأوزارها بالصلح بين القبيلتين وفعلا حسبوا ديات القتلى وفق القوانين القبلية، وأرضوا الطرفين وعقدوا الصلح بينهما. ولكن بعد فترة قام شجعان قبيلة هيتم بالإغارة على أعدائهم وقتلوا من وقع فى أيديهم من رجال ونساء وأطفال ولم يبقوا على أحد، وكانت هذه الجريمة فى غاية السوء منافية للصفات الإنسانية، ومناقضة للقوانين الجارية بين البدو، وبناء على ذلك أقسم الشيوخ الذين سبق ذكرهم على قتل أفراد القبيلة المعتدية كلهم بحيث لا يبقون لهم اسما ولا ذكرا، وتعاهدوا على ذلك.


(١) يقصد قبيلتى عبس وذبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>