للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كان كثير بن عبد الرحمن مشهورا بين الناس لجودة أشعاره ورقتها إلا أنه كان أحمق يظهر عداوته وغيظه للعلويين الذين ينتسبون إلى حضرة على بن أبى طالب.

[مضحكة]

ينقلون عنه هذه الحكاية دليل بلاهة خلقه، لازم كثير الفراش يوما وهو مريض، فذهب بعض ظرفاء العصر لعيادته وأخذوا يستفسرون عن حاله مراعاة لأصول العيادة، فخاطبهم كثير قائلا الظاهر أننى سأتوفى غالبا. فسألوه قائلين وطيبوا خاطره: لا كلا! إن وفاتك ستتأخر بعض الوقت، فأجابوا كثيرا بناء على قوله: أرجوكم أيها الإخوة، إذا كان بين الناس معلومات صحيحة بخصوص طول عمرى، أخبرونى فقالوا له ردّا على هذا: إن الناس قاطبة يعتقدون أنك دجال! وبما أن ظهور الدجال سيطول قليلا، فإنك ستعيش مدة طويلة بعد الآن، فأجابهم قائلا: «نعم! إن قولكم ليس بسيئ اعتقادكم فى محله، قد أصبت من مدة ليلة بضعف البصر وضعف بصرى هذا يدل على صحة اقتناعكم».

ينقل عن الذين عرفوا كيف عشق كثير عزة ثم بينوا ذلك أنه مر ومعه بعض الأغنام، ببلاد بنى ضمرة وأخذ فى البيع والشراء. بينما كان يمر بجانب جماعة من النساء فبعثن بعزة طالبات غنما على أن يدفع ثمنه بعد فترة، وإن كانت عزة بنتا صغيرة فصيحة اللسان متحدثة ذات إفادة عذبة واشتهرت بذلك حتى نساء القبائل.

فذهبت إليه وقالت بأسلوب جميل ولسان عذب فصيح بعثتنى هؤلاء النسوة اللائى أمامك وقلن إذا ما أعطى لنا غنما بالدين فعند رجوعه نؤدى له دينه، ففتن كثير بمشية عزة ووجهها، وخاصة سحر حديثها وطريقة أسلوبها، وأعطى لها من الغنم ما ترغب فيه.

ومرّ كثير بعد فترة بجماعة النساء من بنى ضمرة ورأى أنهن جلسن فى نفس

<<  <  ج: ص:  >  >>