وإن ادعى مجد الدين اللغوى قائلا:«إن قطعة النخلة التى يزورها الزوار ليست قطعة النخلة التى يظنونها بل أنها قطعة عادية من الخشب الذى ركز ليكون علامة على مصلى النبى، وقلعها» عز بن جماعة سنة (٧٥٥) وأراد بهذا أن يخطئ الزوار الذين يظنون أنها قطعة من النخلة المذكورة إلا أن العلماء الذين وجدوا فى عصر «عز بن جماعة صدقوا ما ذهب إليه الزوار» وقال «هذه القطعة من العمود من قطع النخلة التى أنتجت فى عصر السعادة» كما أثبتوا أن قطعة من اللبنة التى ظهرت فى أثناء تجديد مسجد السعادة من بقايا المبانى التى صنعت فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم.
[تنبيه]
كانت هناك فاصلة بين المكان الذى يصلى فيه سيد العالمين والجدار القبلى الذى بنى فى عصر النبوة تسمح بمرور شاة وإن هذه الفاصلة كانت المكان الذى يظل فى أثناء السجدة وبناء على هذا التعريف فالفاصلة بين النبى صلى الله عليه وسلم والجدار وهو قائم كانت فى وسع ثلاثة أذرع، ومن هنا يقتضى للذين يريدون أن يؤدوا الصلاة فى محراب النبى تبركا أن يتركوا فاصلة تسمح بالسجدة بين رءوسهم وجدار محراب السعادة. وقد كتب على حجر رخام منقوش من الطرف الأيمن من المحراب النبوى عبارة «هذا مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم» وفوق هذه العبارة يعنى فى الجزء الأعلى من طاق المحراب الشريف خارجا منه وبدءا من وسطه وسائرا من فوق الكمر إلى وسط الطرف الأيسر منه الآيات الشريفة «بسم الله الرحمن الرحيم».