يكلف العربان أطفالهم إلى أن يبلغوا السنوات الثلاث من عمرهم برعى الجدى والحملان حول قريتهم وعندما يبلغون السنة الرابعة من عمرهم يرعون الماعز والحملان فى أماكن أبعد من ذلك.
ولما يبلغون الخامسة من عمرهم يعلمونهم الجلوس على ظهر الجمال، ولما يبلغون السادسة يعلمونهم ركوب الجمال بمفردهم.
ويكتسب أطفال البدو مهارة عظيمة فى ركوب الخيول والجمال حتى أنهم يستطيعون أن يركبوا جملا مهما جرى سريعا ومهما كان الحصان العربى سريعا.
فركوبه والجرى به يعتبر بالنسبة للطفل العربى من قبيل اللهو وهم يعلمون الأطفال الذين تجاوزوا هذه السن إطلاق الرصاص من البندقية واستخدام (جنبية) الخنجر ويصاحبونهم فى الحروب ويتركونهم تحت الشمس نهارا وتحت السماء ليلا عرايا.
والأغنياء منهم يلبسون أطفالهم فى الشتاء قميصا واحدا ويرافقون الذين يذهبون للحرب.
وخلاصة القول: إن أطفال البدو يتعلمون ركوب الحيوانات والنزول منها كما يعودون على احتمال مشقات السفر. وخاصة على الحرب والقتال قبل بلوغهم سن الرشد، لأجل ذلك ترى فتيان الحرب حينما يستدعون للحرب يذهبون إليها فرحين مسرورين كأنهم يذهبون إلى العرس متسابقين ولا يتأثرون من حرارة الشمس وبرودة الجو وحيثما يكونون يسيرون عرايا.
وعندما تبلغ الصبية الصغيرة السنة الأولى من عمرها أو الثانية تستر مكان