(الخيوط الذهبية) وفى الجهة الأمامية صورة مكة المعظمة وفى أعلاها الطغراء وقد نقشت على سطح جهاته الأربعة أزهار بالخيوط الذهبية، وبعض أماكنه نسج بخيوط حريرية خضراء وحمراء كالحواشى.
أما أطرافه فقد زينت بأهداب من خيوط ذهبية خالصة، ووضعت في أركانه الأربعة وفوق وسطه كرات من الفضة وفوق كل واحدة منها راية ذهبية، ووضع فوق المركز الرأسى محفظة مذهبة جميلة ووضع داخلها مصحفان.
[الذيل]
إن المحمل الشريف الذى حاز إعجاب الناس قد جددت كسوته بما بذله السلطان من نقوده الخاصة، ولا يسعنا إلا أن نحكم - إذا ما رجعنا إلى ضمائرنا - أن كل هذا قد تم بالهمّة السلطانية التى وهبها الله - سبحانه وتعالى - لذاته السلطانية.
إن ما بذله هذا السلطان بايزيد من نقود للآثار الخيرية نتيجة لمروءته وهى من أشرف الخلال والصفات وهى التى تدفعه إلى نيل شرف الاهتداء إلى صنع المحاسن فى كل زمان ومكان. والسلطان الذى له صفات عمر الفاروق لا حاجة له فى وصف مزاياه ولا الإطناب فى سجاياه، ونحن فى هذا الصدد نغض النظر عن وصف بره وإحسانه مكتفين بذكر ما اختص بالمحمل الشريف حتى وصل إلى هذه الدرجة من الإتقان والجمال.
وإننا نسأل صاحب اللطف والعطايا أن يقر السلطان الغازى خادم الحرمين الشريفين وحامى حمى الدين المبين: السلطان عبد الحميد خان الثانى بمزيد من العظمة والقوة والشوكة على عرشه، ويديم ملكه حتى يملأ قلوب سكنة الحرمين الشريفين بالفرحة والسرور، ويجلى عيون الموحدين بالفرح والحبور، وهو ينشر أنوار عدله على الأراضى الحجازية.