«ستهبطون هنا فهذا المكان مقام عال. وهنا سيخرج من ذريتك رسول له شأن عظيم وبه تتم كلمة الإسلام».
ثم أنزل سيدنا الخليل فى المكان المقدس للبيت الشريف وكانت أرض مكة فى ذلك الوقت بيئة مليئة بأشجار البلوط وكانت خالية من الناس وتشبه الغابة ومحاطة بأشجار السنط المسماة «أم غيلان» من أشجار البوادى وكانت هادئة ساكنة.
وكان المكان المقدس للبيت الحرام مكانا مباركا مرتفعا بعض الشئ مغطى بالرمال الحمراء.
[نظم]
وفى النهاية خليل الله ... عمر هذا البناء وأعلاه
وبقدم هاجر المهاجرة ... أصبحت بها الصحراء عامرة
وشاهدت عيون تسعة أبناء ... أن حمل الفلك كبش الفداء
تبعه عين ماء الحياة التى سالت ... وجرى الماء وجرى قدم الحوض ليسلم
فتفجر ماء زمزم
وبعد أن أعطى سيدنا إبراهيم للسيدة هاجر جرة ماء ومقدارا من التمر، وعلى قول، إنه أعطاها ملء كيل من الدقيق وبين لها المكان الذى فيه حجر إسماعيل الجوهرة الخضراء داخل المطاف السعيد الآن. أو مكان بئر زمزم (١) الشريف وقال «يا هاجر، أقيمى خيمة هناك، واسكنى فيها-فهذا ما جرى به أمر قضاء الله».
(١) ذلك المكان الشريف كان مكانا لا نظير له، يحتوى على أشجار غير مثمرة ذات ظلال وأفرع تحمى من حرارة الشمس.