للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاجر فقد أصبح-بالنسبة لسائر النساء-وسيلة من الوسائل للتزين والتحلى باللآلئ والجواهر. وتثقب النساء-الآن-آذانهن، ويلبسن الأقراط‍،بل إن هذه العادة تعتبر من مكملات الزينة لدى النساء.

وبعد فترة جد نزاع-من نزاعات الصبية-بين الأخوين، جعل السيدة سارة فى ضيق وقلق دفعاها لإظهار ما فى قلبها صراحة وقالت لزوجها المكرم «إننى لن أستطيع بعد اليوم أن أعيش مع هاجر فى مكان واحد فخذها إلى مكان بعيد واتركها هناك».

وبناء على هذا أخذ حضرة الخليل زوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى أرض الحجاز العطرة وتركهما هناك.

وفى اللحظة التى أعربت فيها السيدة سارة عما فى ضميرها، وأقسمت على عدم قدرتها على الحياة مع هاجر فى بيت واحد هبط‍ براق من السماء كريح الصبا، وقال إنه مأمور من الله بحمل حضرة إبراهيم إلى مكة. فما كان من النبى إبراهيم-عليه السلام-إلا أن يركب البراق حاملا ابنه أمامه وزوجته خلفه، وطاروا صوب مكة المكرمة؛ وفق إرادة الله.

وفى أثناء الرحلة كان جبريل الأمين دليلهم، وكلما مروا بمكان فى أثناء الطريق سأله حضرة الخليل هل سنهبط‍ هنا؟ يجيبه جبريل الأمين: «لا سنذهب إلى مكان أبعد» وقابلوا فى مكان قرب حدود مكة المعظمة طائفة من قوم العمالقة أحبت هذه الطائفة سيدنا إسماعيل ولا طفوه وأعطوا له عشرة من الغنم (١).

والمعروف بين المؤرخين أن سلالة الماعز الموجودة الآن فى مكة وما حولها هى بقية نسل الماعز الذى أهداه العمالقة-آنذاك إلى سيدنا إسماعيل.

وعند ما وصلوا إلى جبل «كدا» المواجه لجبل «حجون» (٢) قال جبريل الأمين:


(١) هذه طبقا لتحقيقات بعض المؤرخين أهداها الجراهمة إلى إسماعيل-عليه السلام-بعد السيدة هاجر.
(٢) حجون: على وزن حبور، وهو اسم جبل من الجبال الموجودة فى الناحية المسماة «المعلا من معلاة الكعبة، أى من مدينة مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>