كلما ذهب النبى صلى الله عليه وسلم محرما بنية الحج إلى مكة المكرمة كان ينزل بجانب بئر شعبة بعد المرور بالجبال التى يطلق عليها جبال المضيق وفى موضع يطلق عليه دبّة مستعجلة حيث يشرب الماء. والمستعجلة اسم جبل مشهور بين الحرمين، وبعد ما تمر قوافل الحجاج بوادى النازية متجهة إلى الصفراء تصعد على هذا الجبل. كان النبى صلى الله عليه وسلم ينزل بعد القيام من بئر شعبة فى شعب سير الذى يطلق عليه شعب كبث أيضا الذى يقع بين المستعجلة وقرية الصفراء، وهذا المكان هو الموقع الذى وزعت فيه غنائم بدر الكبرى ولم ينقطع ماء بئره فى أى وقت من الأوقات.
والدّبّة معناها كومة الرمل، وكومة الرمل التى يطلق عليها دبة مستعجلة على بعد نصف فرسخ من جبل مستعجلة وبين جبلين. وبجانب دبة جبل مستعجلة حوض حيث ينزل حجاج القوافل فيستريحون والجبال التى تحيط بجانبى هذه الكومة يطلق عليها جبال المضيق:
[١ - مسجد ذات أجدال]
وهذا المسجد اللطيف فى وادى الصفراء حيث يوجد مسجدان أيضا وهما جيزتان وذفران كان النبى صلى الله عليه وسلم صلّى فيهما. وذفران اسم مجرى النهير الذى يمر ويجرى فى قرية الصفراء. وكان النبى صلى الله عليه وسلم على جهة من هذا النهير وهو محرم، وفى المكان الذى صلى فيه النبى صلى الله عليه وسلم بئر والبئر المحفورة صادفت المكان الذى سجد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولعله لهذا السبب أن ماء هذا البئر ألطف ماء وأخفه من مياه جميع الآبار التى فى تلك الناحية. وفى عصرنا هذا ذفران اسم الوادى الذى