للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إخطار]

مؤلف تاريخ «نزهة الناظرين فى مسجد سيد الأولين والآخرين» وهو آخر مؤرخى المدينة ومسقط‍ رأسه مهجر النبى-عليه السلام-يقول مخطئا المؤرخين القدماء فى الأساطين المأثورة، إن الذين عينوا الأساطين التى كتبت عليها أسماؤها مثل الوفود والمحرس يعنى الذين كتبوا على الأسطوانات هذه الأسطوانات أسطوانات الوفود والمحرس بما أنهم كلفوا كتابتها دون أن يطالعوا كتب ابن زبالة، ابن النجار، والمطرى والسمهودى من المؤرخين القدامى كذلك كتب المؤرخين الذين أتوا قرب الألف من الهجرة النبوية، لذلك ارتكبوا خطأ كبيرا، وهاتان الأسطوانتان اللتان كتبا عليهما أسماءهما ليستا الوفود والمحرس المأثورتين إننى قمت بمطالعة عريضة وعميقة بقراءة كتب المتقدمين ورسائل المتأخرين، وطالعت تاريخى المطرى والإمام السمهودى وكتاب الجوهر المنظم للعلامة ابن حجر وشرح ابن علاء على إيضاح النووى «والدرة المضيئة» للعلامة على القارى «والذخر النافع» للعلامة محمد بن سليمان الكردى المدنى وأمررت نظرى على الآثار النفيسة للأشخاص الآخرين على حدة، وكل هذه الكتب من الآثار النادرة التى ألفها العلماء الأعلام من الحنفية والشافعية والمالكية، وكلها يصدق فكرى، وإن كان العلامة القليوبى يدعى صحة الأسماء التى كتبت على الأسطوانتين الوفود والمحرس إلا أنه أخطأ فى مذهبه هذا؛ إذ زار هذا الشخص المدينة المنورة ورأى الكتابة فوق هاتين الأسطوانتين وظن أنها كتبت بعد التحقيق فمن هنا أدرج فى كتابه ونقله بعينه، مع أن هذه الكتابات كتبت بناء على الأمر الصادر من السلطان سليم مع قصيدته التى نظمها بالذات على الأسطوانات عندما أمر بتعمير أسطوانات مسجد السعادة فى خلال سنة ألف وزار ابن حجر المكى المدينة ذاتيا فى سنة ٩٥٦ هـ‍ وألف كتابه نادر الذكر «الجوهر المنظم» ووجد الأسطوانتين المذكورتين بعد تدقيقات كثيرة وأدرجهما فى كتابه بعد ذلك، لأنه بالذات ولا العلماء الذين أتوا قبله لم يقتنعوا بصحة العبارات التى كانت مكتوبة عليها وبما أن العلامة ابن سليمان قد كتب أثره الذخر النافع فى المدينة سنة ١١٥٨ هـ‍،وكتب

<<  <  ج: ص:  >  >>