للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأراد فتيان قبيلة صوفة الشجعان أن يعترضوا طريقهم ولكن قصى قد مر بالقوة وشدة البأس.

وقد أدرك وجهاء قبائل بنى خزاعة ورؤساؤهم وقد أصابهم القلق الشديد أن الأمر يكاد أن يخرج من أيديهم وأنهم سيفقدون حكومة مكة فيما بعد، لذا تعقبوا مجموعة ابن كلاب معهم قبيلة بنى بكر والتقى الجمعان فى وادى أبطح وافتعل بنو خزاعة أسباب التحرش ودخلوا (١) فى معركة لا داعى لها.

والتحم الفريقان وتداخلا وتقاتلا ونال كل واحد منهما من الآخر ومات كثيرون من الجانبين. وكان حجاج العرب القادمين من اليمن وأنحاء الجزيرة لأداء الحج واقفين لمشاهدتهم.

وأخيرا طلب آل خزاعة الصلح، وعينوا رجلا انتخبوه للفصل فى قضيتهم وهو يعمر بن عوف بن كعب بن عمرو بن ليت بن بكر بن عبد مناف بن كنانة وتدخلت القبائل العربية الأخرى حتى رضى ابن كلاب بالصلح.

وعند ما قبل الطرفان الصلح جمع يعرب جنود الطرفين ودخل بينهما وحكم أن تدخل سدانة الكعبة المعظمة ورئاسة وإمارة مكة المكرمة فى عهدة «ابن كلاب» وقال:

إن وجود الكعبة المعظمة وسدانتها وإمارة مكة المكرمة فى يد وعهدة ابن كلاب خير من استيلاء بنى خزاعة وبنى بكر على الأماكن المقدسة.

وقد قبل جميع رجال كل القبائل هذا الحكم قبولا حسنا وهكذا تحققت آمال ابن كلاب ونال مرامه.

[الذيل]

عقب فصل «يعمر بن عوف» فى هذا الأمر تمت كتابة وثيقة صلح تتضمن ما اتفق عليه رؤساء قبائل الطرفين وتقرر الاحتفاظ‍ بنسخة معتمدة منها لدى قصى بن كلاب.


(١) كان القتال فى موقع بين منى ومأزمين وقد أطلق على ذلك المكان اسم مفجر لأن آل خزاعة كانوا يجرأون على ممارسة الفسق والفجور وسفك الدماء، وهتك حرمة بيت الله فى هذا المكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>