توضح وتبين كيف يستقبل شهر رمضان الشريف-مظهر الغفران-من قبل
أطفال المدينة وكيف يكون رمضان فى مدينة طيبة.
استقبال رمضان الشريف:
يجتمع أطفال المدينة الطاهرة-كنوع من ألعاب الأطفال-فى ميدان ما فى التاسع والعشرين من شهر شعبان كل سنة، وبعد ما يعينون من بينهم ثلاثة أطفال يتصفون بطلاقة اللسان ينصبون أحدهم شيخ الحرم والثانى قاضيا والثالث أمير الحج، ويخرجون فى وقت الأصيل إلى خارج السور ويعودون ومعهم رمضان الشريف ويقال لهذه اللعبة بين سكان دار السكينة «استقبال الأطفال لرمضان الشريف».
وحيثما مد السمع وأنصت بالدقة فى حين الحيرة لمسجد الحرم النبوى الذى يصير وكأنه قد شعشعت فيه الأنوار كأنها أمواج البحار المتلاطمة تسمع اهتزازات أجنحة الملائكة العظام.
وعندما يحل وقت الإفطار وتطلق المدافع ويؤذن فوق المآذن يدعو أصحاب طعام الإفطار من على يمينهم ويسارهم ولا سيما الضيوف إلى الطعام بتعبير مخلص قائلين:«تفضلوا يا أيها الرفاق» ويحسنون ببقية الطعام إلى الزوار الغرباء وبعد خمس أو ست دقائق تتلى الإقامة فيقوم الجميع لأداء صلاة المغرب.
وبما أن تأخير الإقامة فى صلوات المغرب فى رمضان من العادات القديمة فالسادة المؤذنون يؤخرون الإقامة رعاية لتلك العادة الطيبة إلى ختام الإفطار.
وتتم مراسم الإفطار على الوجه المذكور وبعد أداء الصلاة يستصحب كل شخص من أهل المدينة واحدا أو اثنين من الضيوف ويذهب إلى منزله وبعد الطعام يعود مرة أخرى إلى المسجد وبناء على هذه الأصول تقام فى حرم مسجد السعادة كل ليلة ما يقرب من مائة مائدة للإفطار.