للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إخطار]

إن السعداء الذين يتواجدون فى المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يحملون البراءة السلطانية لخدمة الفراشة يستطيعون أن يؤدوا وظائفهم بأنفسهم بدلالة وكلائهم وذلك مثل إيقاد القناديل. انتهى.

وبعد أن تؤدى صلاة العشاء وتتفرق جماعة المصلين يغلق أغوات الخبزى والعجمى أبواب الحرم وقد أمسكوا فى أياديهم فوانيس ملونة ويخطرون من يصادفونهم من الأفراد بضرورة خروجهم من المسجد قائلين «بسم الله» أو «لا إله إلا الله» وبعد أن يغلقوا أبواب المسجد يستقبلون حجرة السعادة ويصيحون قائلين «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله» وهم واقفون أمام باب الرحمة ويصلون على النبى صلى الله عليه وسلم مجتمعين فى صوت واحد.

وروحانيته عندما تنضم آيات الفيوضات النبوية إلى سكون مسجد السعادة وهدوئه وروحانيته فإن المهابة والدهشة المعنوية اللتين تحدثهما الصلوات التى يطلقها الأغوات، تلك الصلوات المليئة بالوجد المحمدى تصيبان الإنسان بالقشعريرة وتوقفان شعر بدنه ترفرف روحه حول بدنه كأنها أثير، ولا يمكن لهؤلاء الذين يستمعون لهذه الأصداء التى تثير الأشواق إلا أن يبكوا وإن كانت قلوبهم قدت من صخر.

[صورة تسكين الأغوات]

ينسحب الأغوات عقب الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم إلى الساحة الرملية لحرم السعادة، وينامون فى مكان مخصوص لهم أمام باب النساء على وضع غريب، ولكل أغا فرش للنوم يشبه الخيمة، وحينما ينفردون للنوم يضع كل واحد منهم عمته فوق فراش النوم ثم يتجهون برءوسهم نحو الروضة المطهرة وبأرجلهم نحو باب النساء ونصف أجسامهم تحت الخيمة والنصف الآخر خارج الفراش الذى يشبه الخيمة. فإذا ما رأى أحد هذه العمم فوق الفراش يظن أن الأغوات قد وقفوا لأداء الصلاة مصطفين.

<<  <  ج: ص:  >  >>