ولما لم يكن فى أولاد كعب بن لؤى حتى مجئ ابن كلاب رجلا متبوئا مقعد السلطة لذا جمع قصى بن كلاب كل مناصب الجاهلية: الحجابة-السقاية-اللواء -الندوة-النظارة (١) -صاحب القبة-الأزلام-خازن الأموال-الرفادة-القيادة.
وأصبح صاحب المقعد والرياسة والحكم. ولكنه لم يستطع أن ينجح فى تغيير عادات الجاهلية التى تعد بين العرب من الأحكام الدينية، لذا ظلت العادات المذكورة حتى بعثة نور الهدى فى يد آل صفوان وآل عدوان وآل نسئة وآل مرة بن عوف.
[استطراد]
أهل «نسئة»،كما ذكر المفسرون العظام بالبحث والتعريف، هم طائفة من عرب الجاهلية احترفوا القتل والسطو واعتادوا الصيد والقنص وحياة القلق.
وحسبما تقضى شرائع إبراهيم وإسماعيل-عليهما السلام-بمنع الحرب والجدال فى شهور رجب وذى القعدة وذى الحجة ومحرم، وكان ترك العادات المألوفة لمدة ثلاثة شهور متصلة أمرا ثقيلا على هذه الطائفة المذكورة فإنهم قالوا: لا طاقة لنا ولا نستطيع الصبر على ترك الحرب والقتال من ذى القعدة إلى صفر بشكل متصل.
أى الجلوس فى الخيام والاستراحة لمدة ثلاثة أشهر متصلة. وأعلنوا وأشاعوا بغير تردد عن ضيقهم من حكم هذه الشريعة الإبراهيمية (على رسولنا وعليه التحيات).
(قلمس بن عبد بن فقيم) الذى ينتسب إلى جماعة قبيلة ينتهى نسبها إلى كنانة، لجأ هذا الرجل إلى طريقة غريبة لكى يبطل ويفسد حكم عدم القتال فى