بما أن أهل الإيمان الذين يذهبون ويأتون إلى ومن مكة المكرمة لأداء فريضة الحج يذهبون أيضا لزيارة الحجرة النبوية المعطرة والروضة المطهرة النبوية «على ساكنها أفضل التحية»،ولما كانت الطرق التى تؤدى إلى المدينة متعددة كما أن بعضها مفزع، وغير خال من المخاطر (١)،رأينا من الواجب ذكر الطرق التى بين الحرمين.
[الطريق السلطانى]
أول مقر مبيت واستراحة للذين يخرجون من مكة المكرمة القرية المشهورة بوادى فاطمة، وهذه القرية على بعد ست ساعات من مكة المكرمة بسير الجمال، ولها مياه جارية كثيرة وبساتين كثيرة ونخيل وأشجار أخرى وحدائق. وما يباع فى مكة المكرمة من الليمون واللارنج والخضر المتنوعة غالبا ما تزرع وتنبت فى هذه القرية.
والمرحلة الثانية للخارجين من مكة (بئر عسفان) والاسم الآخر لهذه المرحلة (بئر التفلة).ومرحلة بئر عسفان على مسافة اثنتى عشرة ساعة من وادى فاطمة ومياه آبارها فى غاية الخفة والعذوبة والبئر التى اختلطت مياهها بريق النبى صلى الله عليه وسلم فأصبحت أعذب من مياه النيل والفرات والأنهار الأخرى بل تغبطها مياه الكوثر والتى يسميها العرب (بئر التفلة) فى هذا المكان.
(١) ومن الأصول المرعية يجب أن تسير القوافل من الطريق الذى يراه أمير مكة ووالى ولاية الحجاز مناسبا والعودة من نفس الطريق الذى أتوا منه.