للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعمدة التى اتكأ عليها عند نزول الوحى، ثم يزورون ويتبركون برؤية الأماكن الخاصة بالأصحاب الكرام الذين اشتركوا فى بناء المسجد وصرفوا النقود فى تعميره وكذلك التابعين ذوى الشهرة ثم يذهبون إلى آثار الصلحاء وفقهاء الأمة الذين قد أدوا فريضة الحج، فذهاب الحجاج الآن إلى دار الهجرة مبنى على ما فعله الأسلاف.

وقد اختلف علماء الأسلاف فى أفضلية ذهاب الحجاج أولا إلى المدينة أو العودة إليها من مكة بقصد زيارة قبر السعادة وقد التزم جانب أفضلية الذهاب إلى المدينة أولا علقمة وأسود وعمرو بن ميمون، وقال الإمام أبو حنيفة «فالأحسن بالنسبة للحجاج الذهاب إلى مكة أولا ثم العودة إلى المدينة بعد عرفة» وقد رجح أبو الليث السمرقندى فى فتاويه القول الثانى على القول الأول، ولما كان عدد من الأئمة اقتنعوا بجواز القول الأول فصحته محققة أيضا.

[إخطار]

قد أصبح فى زماننا من حكم العادة ذهاب الحجاج إلى المدينة ورجوعهم منها بين العيدين، ويعود بعض الحجاج إلى بلادهم عن طريق قناة السويس راكبين السفن بعد ذهابهم إلى المدينة بعد وقوفهم بعرفات مع أن الذين يذهبون إلى المدينة بعد عرفة بقصد الزيارة لا يستطيعون أن يبقوا فى المدينة إلا ساعة أو ساعتين ومع هذا يقفون معظم أوقاتهم فى ينبع البحر فى انتظار السفن ويتعرضون لمشكلات كثيرة كما وردت فى ذلك الأخبار الموثوقة، ومن هنا ينبغى على الحجاج الذهاب إلى مكة المعظمة أولا ثم الذهاب إلى المدينة المنورة بين العيدين، والذهاب إلى المدينة بين العيدين بالنسبة للحجاج الذين يعودون بحرا إلى بلادهم، أما بالنسبة للحجاج الذين يعودون برا فمن الخير لهم أن يزوروا المدينة بعد العودة من عرفات.

<<  <  ج: ص:  >  >>