منهزما مغلوبا، وتوفى بعد ذلك بفترة واستطاع الشريف أبو عزيز أن ينتصر على أمير المدينة المنورة الشريف سالم بن قاسم الحسينى وعلى أهل ثقيف عقب ذلك، وسار بعد ذلك إلى جهة اليمن ووفق فى الاستيلاء على ملك الأماكن فقلب حكومة بنى فليتة رأسا على عقب، ووسع دائرة إدارة إمارته كما سبق تعريفه وحكم مستقلا استقلالا كاملا مدة ستة عشر عاما، وتوفى فى أواخر سنة ٩١٧،فجاء مكانه ابنه الشريف حسن فخلصت إمارة مكة المعظمة لأولاد هذا وأحفاده.
والشريف عون الرفيق باشا الذى مازال يدير إمارة مكة المعظمة حاليا هو من أعاظم فروع أبى عزيز قتادة.
وجميع الأشراف الذين على وجه البسيطة ينتمون إلى سلالة (الإمام الحسن) كما أن جميع السادة العظام ينتمون إلى سلالة «الإمام الحسين» بن على (رضى الله عنهم)،وليس هناك شك فى أن السادات أولاد وأحفاد «الحسين»،كما أن أولاد الأشراف الأمجاد وأحفادهم من «الحسن».
ويقال الآن «أشراف بنى الحسين وسادات بنى الحسن» إلا أن هذا التعبير غير صحيح كما سبق بيانه فى محله.
[حكاية]
لما كان الناصر لدين الله العباسى يحب أبا عزيز قتادة حبا جما طلب منه أن يشرف بغداد. فتحرك أبو عزيز متجها إلى بغداد تلبية لدعوة الخليفة، فاستقبله أهالى الكوفة وبجانبهم الأسود، فعاد من رحلته قائلا:«لا أستطيع أن أذهب إلى مكان حيث ذل الأسد بهذه الصورة» انتهى.
ولد أبو عزيز قتادة سنة ٥٢٦،وتوفى سنة ٦١٧ عن تسعين عاما. وكان قتادة فى غاية الإنصاف، شجاعا بطلا فوق التصور، لأجل ذلك لم يستطع أهل الفساد أن يرفعوا رءوسهم بالفتنة، فعاش أهل الحرمين فى عهده آمنين مطمئنين.