وقد ذكر صاحب «العقد الثمين» أن بانيته سيدة تسمى زبيدة، ولكنه لم يبين لنا من هى زبيدة هذه ومتى بنته.
[الأثر السابع والعشرون: مسجد التنعيم]
إن مسجد التنعيم فى مكان قريب من مسجد عائشة ويبعد عن المسجد الحرام ما يقرب من ثلاثة أميال (١) أو أربعة، وكل جهة من جهاته عرضها خمسين قدما.
وفى يمينه جبل نعيم وعلى يساره جبل ناعم، لذا أطلق على الوادى الذى أسس فيه وادى النعمان، وإن كان المؤرخون يخبروننا أن هذا المسجد كان يطلق عليه اسم هليلجة وكانت بجانبه شجرة قديما إلا أن ابتعاد هذا المسجد عن ميلى الحرم (يعنى ابتعاد مسجد عائشة الذى يوجد فى ناحية جبل نعيم عن الميلين) فالمسجد الذى قال عنه المؤرخون أنه مسجد هليلجة غير المسجد الذى يكتسى فيه الحجاج ملابس الإحرام بنية العمرة، وهو مسجد التنعيم.
ويظهر أنه المكان الذى يقع فوق قمة الجبال التى خلف صهاريج «سنان باشا» وعلى الجهة الشمالية من مسجد عائشة والذى أحيط بجدار هو أرض مسجد التنعيم.
وهذا الجدار كثيرا ما ينهار بصدمات الرياح ويخرب إلا أن الزوار الكرام يبتدرون لتعميره وترميمه.
[الأثر الثامن والعشرون: صهاريج سنان باشا]
كان فى الزمن القديم فى هذا المكان صهريج واحد وكانوا يملئونه عند نزول المطر يتوضئون منه، وعندما زار سنان باشا مكة المعظمة فى أثناء سنة (٩٨٧ هـ) حين عودته من اليمن رأى أن مياه ذلك الصهريج قد نفذت، كما أن مياه البئر الذى بجانبه قد انقطعت، فاحتاج المعتمرون والحجاج حتى إلى قطرة ماء للوضوء