حدث فى ليلة من الليالى التى أمطرت فيها السماء مطرا غزيرا أن سالت المياه المتراكمة ودخلت فى مسجد السعادة، وجاء صحابى يريد أن يؤدى صلاة الصبح فلم يجد فى داخل المسجد مكانا جافا لأداء الصلاة فأتى من خارج المسجد بمقدار من الرمل وفرشه وجلس عليه منتظرا قدوم الناس، وصلى بالناس بعد الإقامة مقتديا بالنبى صلى الله عليه وسلم وبعد أن أنهى النبى صلى الله عليه وسلم الصلاة بالسلام التفت إلى الصحابى الذى صلى فوق الرمل وقال «ما أحسن الصلاة على الرمل» والذين رأوا استحسان النبى صلى الله عليه وسلم هذا بالفعل احضروا مقدارا من الرمل ونشروه وفرشوه فى داخل المسجد، واتخذ بعض المؤرخين الحكاية التى وردت فى سنن أبى داود حجة وقالوا «إن فرش المسجد الشريف بالرمال عادة أثرت من عصر السعادة».
وقال بعضهم مدعين أن مسجد السعادة قد حصب فى عهد ابن الخطاب، عندما شرع عمر بن الخطاب فى توسيع المسجد فكر فى شئ يفرشه فى سطح وسط المسجد الداخلى حتى تعم فائدته، وعرض بعض الصحابة فرشه بالحصير ورأوه مناسبا، إلا أن حضرة الفاروق رد قائلا:«لا لا كنت سمعت عن النبى صلى الله عليه وسلم أن وادى العقيق واد مبارك، والمستحسن إذا فرشناه برمل ذلك الوادى» فأحضر قدرا كافيا من الرمل من ذلك الوادى وحصب ساحة الحرم الشريف.
وأصبح تحصيب مسجد السعادة عادة، وكلما اقتضت الحاجة كانوا يفرشون ساحة مسجد السعادة بالرمل، ولكن بما أن وادى العقيق خال من الرمل الأحمر كانوا يحضرون من مسيل الوادى.