فى جزيرة العرب بعد ظهور الإسلام وأحوال رسول الملك المتعال إجمالا
ولد النبى صلى الله عليه وسلّم الذى بعث رسولا رحمة للعالمين بعد ميلاد عيسى-عليه السلام-بخمسمائة وتسعة وستين عاما، وعلى قول بعده بخمسمائة وسبعين عاما فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول، السابع عشر من شهر أبريل، وبعث شفيع العالمين نبيّا فى العام الحادى والأربعين من عمره الشريف.
وهاجر النبى صلى الله عليه وسلّم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فى العام الثالث عشر من نبوته، ولبى دعوة ربه بعد الهجرة بأحد عشر عاما. واتخذت هجرة النبى صلى الله عليه وسلم التى توافق عام ستمائة اثنين وعشرين من الميلاد، والسادس عشر من شهر يوليو مبدأ تاريخ هجرى من قبل المؤرخين.
وتبلغ مدة نبوته ورسالته ثلاثة وعشرين عاما، ويبلغ عمره ثلاث وستين سنة، وآمن فى خلال هذه الفترة من الزمن أغلب أفراد القبائل العربية فى الحجاز واليمن ونجد والعراق والأماكن الأخرى من جزيرة العرب بالتدريج، وهكذا سعد سكان جزيرة العرب أكثرهم بنيل فيض الأنوار الإسلامية وأحرزوا سعادتى الدنيا والآخرة. ولم يبق فى دائرة الكفر والظلام فى جزيرة العرب إلا بضعة من أفراد القبائل ذوى الحظ العاثر.
وكانت بعض القبائل قد ارتدت عن دائرة الإسلام المنجية عقب وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، ورجعوا إلى جهالتهم الأصلية. إلا أن كل هؤلاء دخلوا مرة أخرى إلى دائرة الإسلام المنجية فى خلافة أبى بكر الصديق.
[الخلفاء الراشدون]
قد صدق الجميع على خلافة أبى بكر الصديق (رضى الله عنه):فى السنة