التحقت البلاد اليمانية بالممالك العثمانية فى عهد السلطان سليمان القانونى طاب ثراه، وقسمت إلى محافظتين تهامة واليمن. ومقر إدارة تهامة كان مدينة زبيد ومقر إدارة اليمن صنعاء.
ولما كانت مدينة زبيد على بعد ثلاث مراحل من البحر فقد تفرق سكانها وأشرفت على الخراب، وأخذت مدينة جديدة تزدهر لأنها على شاطئ البحر فاتخذت مركز إدارة لولاية تهامة.
[والمدن التى من جدة إلى عدن وعلى شاطئ البحر من مدن تهامة هى]
[ليت]
بلدة ليت على الطرف الشرقى الجنوبى لجدة وعلى بعد تسعين ميلا منها، وهى مدينة صغيرة قديمة، وإن كانت لها حدائق نخيل ومياه عذبة فى آبارها، إلا أن جوها وخيم بسبب كثرة رياحها التى تثير الغبار حتى يكاد الإنسان لا يفتح عينيه.
وفى نفس المدينة دائرة حكومية وجامع شريف وخمسمائة وخمسون منزلا وخمسون دكانا، وفى مرساها الذى يبعد عن المدينة نصف ساعة والتى تبعد عن مكة المكرمة أربع مراحل بسير الجمل حجر صحى ودائرة جمركية.
وسكانها الأصليون ألف نسمة تقريبا، ولكن بما أنها أقرب مرساة لعربان القبائل التى حولها فكل فرد منهم يأتى بما يريد أن يبيعه من غنم أو سمن والأشياء الأخرى لهذه المدينة، ويشترى ما يحتاج إليه من حاجياته الضرورية، ففى هذه المرساة تتم عمليات استيراد وتصدير لا بأس بها.
وميناء (ليت) مشهور بين موانى البحر الأحمر. فمرساته فى هذه المدينة التى تبعد عنه نصف ساعة فى الجهة الشمالية، كما أن له دائرة جمركية ودائرة الحجر الصحى أيضا.
لم تكن هاتان الدائرتان-إلى وقت قريب-مبان من الحجر واللبن بل كانتا كوخين من الأعشاب. وبناء على الإرادة السنية التى صدرت فى خلال عام ألف