إن ما يستر النصف الأسفل من الجسم يسمى بالإزار بكسر الهمزة، أما الثوب الذى يستر ما فوق الخصر فيسمى الرداء. ولما كان لبس الرداء والإزار من القواعد المرعية فى الجزيرة العربية، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلبسهما أيضا، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ما ودعنا لعالم الغيب كان يلبس رداءا مرقعا وإزارا منسوجا من خيوط غليظة، وكان الإزار الذى يكتسيه الرسول صلى الله عليه وسلم يصل إلى نصف ساقه (١) ويرى أن استعمال إزار أطول من هذا مكروها.
وأشار النبى صلى الله عليه وسلم وهو يشرح يوما لحذيفة بن اليمان ما يجب أن يكون عليه طول الإزار لساق المشار إليه أو لساقه عليه السلام:«هاهنا موضع الإزار» حديث شريف. إذا أردت أن تعمل بالأفضل يمكن أن يكون طول الإزار ما بعد نصف الساق وفوق الكعب وإذا أردت أن تنزل الإزار إلى الكعبين فإن هذا غير جائز لأن الإزار لا حق له فى الكعبين.
واختلف العلماء فى تعيين مدى طول إزار النبى صلى الله عليه وسلم بالأذرع، فقال ابن الجوزى:«إن طول الإزار الذى كان يرتديه الرسول صلى الله عليه وسلم كان أربعة أذرع وذراعين ونصف فى العرض «أما ابن القيم فقال «إن طوله كان أربعة أذرع وشبرا وعرضه ذراعين»، وقال الواقدى «إن طوله كان ستة أذرع وثلاثة أذرع وشبرا فى العرض».
إن ما قيل فى طول الإزار وما يجب أن يكون عليه خاص بالرجال، وأما إزار النساء فيلزم أن يكون أطول من إزار الرجال شبرا أو ذراعا ويسرى هذا الحكم على القميص وسائر الملابس. وبما أن الإزار والرداء معروف لدى الحجاج فإن قطعة القماش التى يلفون بها خصورهم يطلق عليها الإزار، وما غطوا به ظهورهم يطلق عليه الرداء.
وكانت الكسا التى تعلق على الكعبة من عهد المأمون العباسى إلى عهد الناصر لدين الله أى فترة ٣٧٠ عاما تصنع من ديباج أبيض. وفى عصر الناصر لدين الله