للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدل على أنه هو {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد: ٣)، {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} (الزمر ٧٥)، {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب: ٥٦).

[لازمة]

قد اتخذ الجهر بالتسبيح عادة متبعة فى عهد موسى (عليه السلام) واستمرت هذه العادة الطيبة إلى عهد داود (عليه السلام).

وكان داود (عليه السلام) يعين من يقومون بالتسبيح من ثلث الليل الأخير إلى طلوع الفجر، واستمرت هذه السنة إلى أن خرب بيت المقدس، وقد أبطل اليهود العمل بالشريعة اليهودية، إذ قاموا ضد السيد المسيح رافضين دعوته، وأوقفت هذه السنة الطيبة إلى أن اعتكف مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار الصحابى الجليل فى مسجد عمرو بن العاص فى مصر.

عين مسلمة فى سنة ٤٤٨ الهجرية واليا على مصر من (١) قبل معاوية فذهب فى حينه إلى مصر، ورأى أن جامع عمرو بن العاص فى حاجة إلى تعمير وتصليح فعمره جيدا، وألحق به مئذنة (٢) وعقب ذلك اعتكف فى المسجد إلا أنه انزعج من صوت الناقوس، وقص ذلك لشرحبيل بن عامر الذى فكر فى حل فريد إذ أخذ يؤذن من منتصف الليل إلى الصباح، إذ هو كان مؤذن المسجد، وهكذا أبهج مسلمة بن مخلد، ودامت هذه العادة إلى عهد أحمد بن طولون الذى عين أشخاصا كثيرين بأجر من الأوقاف، ووضع سنة قراءة الذكر والتسبيح إلى الصباح، ولما ترك صلاح الدين الأيوبى الحرية لمؤذنى المساجد؛ أخذوا يسبحون ويذكرون وفق المذهب الأشعرى.


(١) ابن مخلد هو الحاكم الرابع المرسل إلى مصر من طرف بنى أمية.
(٢) هى أول مئذنة أنشئت فى الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>