رأى أحد الصالحين فى رؤياه أن بعض الجراد ينتشر إلى الأطراف وعقب ذلك شاهد ظهور شرارة النار وأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول:«إننى أمنع هذه النار وفعلا منع انتشار النار إلى الأطراف، هذا ما نقله هذا الرجل الصالح»،وفعلا قد رئى فى أثناء الحريق ظهور طيور بيضاء لا حصر لها وتمنع بأجنحتها انتشار النار خارج مسجد السعادة.
وقد رئيت تلك الرؤيا فى الليلة الثانية من رمضان أو الليلة الثانية عشرة ونقلت إلى أمير المدينة السيد الشريف زين الدين ابن الشريف زين بذاته أن الشخص الذى رأى الرؤيا من صلحاء العرب ونال حسن ظن جميع الناس.
حرم النبى محمد فيما مضى ... مسته من أثر الصواعق نار
ما تلك صاعقة ولكن لمعة ... نورية قدحت بها الأنوار
وسرى زفير المذنبين ملامسا ... لحبالها فبدى لها الآثار
وهذه الأبيات ارتجلها بداهة بسبب احتراق الحرم السعيد للمرة الثانية مفخرة العلماء وسند الفضلاء صاحب السماحة أبو الهدى أفندى ولا نبالغ إذا قلنا إنه لا نظير لمثل هذه الموهبة الشعرية فى شعراء الأسلاف.
بعد انطفاء الحريق بعدة أيام أطفأ أهالى دار الهجرة النار الباقية فوق القبة الخضراء، وعجبوا لما رأوا أن القبة المزينة التى بنيت قبل الحريق فوق الحجرة المعطرة لم تحترق واحترقت فقط القبة الخضراء التى فوقها وذاب الرصاص الذى فوقها وأخذ يسيل فوق قبة حجرة السعادة ولكنه لم يضر الأشياء التى كانت فى داخل الحجرة المعطرة.