[الخاتمة ضرورة وجود السلطان ووجوب الطاعة والانقياد له]
إن السلامة والفلاح سواء أكانت فى هذه الدنيا ساحة تجلى القدرات، أو فى حياة الآخرة الباقية يتوقف على وجوب الطاعة والخضوع لأوامر خليفة العصر ونواهى السلطان الذى يصدق عليه معنى الأثر القائل والسلطان ظل الله فى الأرض، ويأوى إليه كل مظلوم.
كان علماء السلف الصالح يرجعون إلى السلاطين أصحاب الإمامة والخلافة فى عصورهم لحل الخلافات، وإزالة الشبهات؛ وهذا يدل دلالة قطعية على وجوب عرض الأمور الهامة على إمام المسلمين للعصر فى كل آن وزمان، ولكن حتى تكون الإجابة الصادرة من جانب الخليفة حائزة لرضا الله - سبحانه وتعالى - يجب على العلماء أن يوضحوا كل فقرة من فقرات القضية المفروضة وفقا للقواعد الشريفة القومية، حتى تصان الأجوبة التى ستصدر مؤيدة بإلهام إلهى من شائبة الإبهام والشك، وحتى لا تظهر الإجابة منافية للمقصود، لعدم وضوح المسائل المعروضة، ومع هذا فنظرة الخلفاء الثاقبة وأحكامهم تشمل على خلاصة الأمور الهامة المعروضة عليه ومضمونها العام لأن الخلافة وأعبائها الثقيلة التى يحملونها فوق أكتافهم تحول دون الاطلاع على مفردات الأمور وجزئياتها.
ولما كان الخلفاء مطمئنين واثقين من أن تدقيق الأمور وتحقيقها تقع على أكتاف العلماء والوزراء، كما أنهم مسئولون عن موافقة المسائل المعروضة للأحكام الشرعية والقوانين العرفية، وهذه قاعدة مشروعة متفق عليها بالإجماع، فتدقيق المسائل وتحقيقها يخرجان عن إطار مهماتهم المقدسة، ومن هنا فالمسئولية المادية والمعنوية تقع على كاهل عارضى المسائل.
فإذا ما اطلع على أى صحيفة من صفحات كتب التاريخ القديمة فى العالم،